لماذا هذه الكراهية والعداء للمسلمين؟

الثبات سر الفوز والنجاح
5 مارس, 2020
في ليلة مقمرة
5 مارس, 2020

لماذا هذه الكراهية والعداء للمسلمين؟

نرى أن المسلمين اليوم يواجهون ظروفاً قاسية صعبة، ويعانون أنواعاً من المشاكل والصعوبات الحرجة الشديدة في العالم كله من الشرق إلى الغرب ومن أقصاه إلى أقصاه، فإذا استعرضنا أحوال المسلمين في مختلف البلاد، نجدها متشابهة، نرى أن الفلسطينيين منذ زمان يكافحون لإنقاذ فلسطين وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي،وكثير من الفلسطينيين الأبرياء ضحوا بأنفهسم في سبيل تحرير بلادها من براثن الغاصبين، وما زالوا يعيشون حياة ضيّقة ومعيشة ضنكاً.

وكذلك العراق، كم أريقت دماء المسلمين وكم من الأطفال قتلوا وكم من نساء فقدن أطفالهن الرضعاء، وسوريا حينما أراد أهلها أن يؤسسوا نظاماً إسلامياً عادلاً ويطردوا بشار الأسد الذي ملك زمام الحكومة بعد وفاة والده حافظ الأسد وقام بالظلم والطغيان على أهل السنة، وعم الفساد والجور، واختل نظام البلاد، فأمطرت القنابل المدمرة والصواريخ والأسلحة الجديدة الفتاكة عليهم وأطلقت الغازات السامة واستخدمت أساليب جديدة لقتلهم وتدميرهم حتى قتل آلاف مؤلفة من المسلمين ولكن مع ذلك ما أثمرت هذه الحرب بنتائج مرجوة، و الحرب مستمرة، واليمن أيضاً تجري فيها الحرب بين الحوثيين واليمنيين وكم من أناس صاروا غرضاً لهذه العمليات العدوانية و”ليبيا” كيف وقعت المعارك والمجزرة الوحشية بعد قتل رئيسها، والمسلمون في الهند كانوا يعيشون حياة مطمئنة وعيشة هادئة مرضية بالنسبة لهذه البلاد ولكن بدأت تضيق الأرض هنا أيضاً للمسلمين بما رحبت لأجل الحكومة الراهنة وموقفها المعاند ضد الإسلام والمسلمين وجاءت بقانون تعديل المواطنة وهو مبنيٌّ على التمييز بين المسلمين والهندوس والأديان الأخرى.

وهذا القانون ضد الدستور الهندي الذي وضعه “بهيم راؤ أمبيدكر”، الدستور الذي يعطي كل ذي حق حقه وينص على المساواة وعدم التمييز على أساس الديانة واللون والجنس ويمنح كل مواطن الحرية للعمل بتعاليم دينه،لا يفرق هذا الدستور بين إنسان وإنسان،لكن الحكومة تريد أن تغير هذا الدستور وتجعل بلداً هندوسياً خالصاً، وتسلب حقوق ديانة أخرى غيرها لأنها احتلت على عرش الحكم بأغلبية ساحقة وجميع المناصب العليا بأيديها، والمسلمون وغيرهم وخاصة النساء يقومون باحتجاجات ومظاهرات في طول البلاد وعرضها ضد هذا القانون ويطالبون بسحب هذا القانون الجائر، لكن الحكومة لا تبالي ذلك، ولا تستمع إليه.

حينما نبحث عن سبب هذه الكراهية والعداء السافر للمسلمين لا نجد أي سبب لهذا العداء غير أننا مسلمون كما عرفنا في ضوء دراسة القرآن الكريم قال الله تعالى “وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ” [البروج:8-10]، وفي موضع آخر: “وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ” [الأعراف:126].

فالإسلام هو سبب عداوتهم وكراهيتهم لأن الإسلام لا يتفاهم معهم في عقائده وشريعته بأي حال، والمسلمون لا يرضون أبداً بأن يتخلوا عن عقيدتهم وشخصيتهم الإسلامية سواء ذاقوا أي عقاب أو عذاب في سبيله من القتل والنفي والحبس إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الله ديناً فلن يقبل منه.

د/محمد وسيم الصديقي الندوي

×