الأستاذ الدكتور نذير أحمد الندوي
22 نوفمبر, 2025الأستاذ الدكتور نذير أحمد الندوي رحمه الله
22 نوفمبر, 2025وفاة الأستاذ الدكتور نذير أحمد الندوي
شمائل علي بن محمد منتظم(*)
(*) طالب بدارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ
لا شك أن وفاة الشيخ الدكتور نذير أحمد الندوي خسارة كبيرة للعلماء وطلاب العلم إننا فقدنا بوفاة أستاذنا عالما كبيرا، شيخاً متواضعا، أديبا بارعا، معلما مشفقا، كاتباً قديرا، إنه قد بذل جل حياته وأوقاته الغالية لتربية الطلاب وتدريس اللغة العربية وآدابها، والقيام بالدعوة وخدمة الإسلام.
وكان الراحل الكريم من العلماء والأدباء الذين يتحلون بصفات حميدة وخصائص جميلة وفضائل نبيلة وأخلاق حسنة، وكان ممتازا بين معاصريه في الأدب واللغة العربية والسيرة الحسنة والسلوك الحسن، وكان عاملا بالكتاب والسنة النبوية، معتصما بالشريعة الإسلامية ذاكرا الله تعالى، حافظا على أعماله وأشغاله، لطيفاً في الكلام، لين اللهجة شفوقا على التلاميذ، ولا يرى على وجهه أثر من الغضب خلال التدريس، وكان نموذجاً لعملية التدريس والتربية.
ومن خصائصه المهارة في اللغة العربية والإنجليزية والهندية وغيرها من اللغات الأخرى، ومن أوصافه الإخلاص والتواضع والورع، وكان متمكنا من الأدب العربي، كان يتكلم باللغة العربية الفصحى بصراحة وبلاغة وكل من يستمع إلى كلامه يميل إليه ويستلذ بكلامه الأدبي، وهو تخرج في دار العلوم لندوة العلماء سنة تسع وثمانين وتسع مأة والف من الميلادي (1989) ثم بدأ التدريس في دار العلوم لندوه العلماء وصار أستاذًا ماهرا بارعا ومجتهدا، وأعطاه الله سعة علم في اللغه العربية وآدابها وجعل فيه ذوقا سليما رفيعا.
كان الشيخ الراحل الكريم من طينة العلماء الذين يعملون في صمت لم يكن كثير الكلام ولكنه إذا تكلم اصغى إليه الناس لأن في حديثه حكمة الهدوء وصدق الايمان ورزانه العارف بما يقول، عاش في ظلال ندوة العلماء فكان طلابه يرونه أبا شفوقا ومربيا حكيما قبل أن يروه أستاذًا.
وقبل رحلته إلى ربه الغفور كان مريضا وأصابته أمراض مختلفة من قديم الزمان حتى أدخل في المستشفى بمدينة لكناؤ، ومرة كان في المستشفى يعالجه الأطباء، ولكنه رغم ذلك يتفكر في الدرس والذهاب إلى القاء الدرس ولذا يستأذن الطبيب لإلقاء الدرس، فأذن له وهو خرج من المستشفى وذهب إلى ندوة العلماء وألقى الدرس أمام الطلاب ثم عاد.
إنني أشكر الله شكرا جزيلا على أنه سنح لي فرصة لزيارته والاستفادة منه، ووفقني لخدمته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فمن سعادة حظي إنني كنت اختلف إليه مرات أيام مرضه كلما دعاني حضرت في غرفته، وقمت بما أمرني أوأشار إلي، فكان دعا لي كثيرا، فأسال الله تعالى أن يغفر له ويدخله في جنات النعيم وجعلنا وجميع الطلاب له صدقة جارية.

