الدكتور محمد سعود الأعظمي الندوي
في 11 أكتوبر 2025، حملت صحيفة “هندوستان تايمز”خبرًا أثار اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، إذ زار وزير الخارجية في حكومة طالبان الأفغانية مولانا أمير خان متقي دارالعلوم بديوبند في ولاية أترابراديش، وهي من أعرق المؤسسات الإسلامية في الهند.
الزيارة، التي وُصفت بالتاريخية، كانت الأولى من نوعها لمسؤول رفيع من طالبان بعد استعادتها السلطة في كابول عام 2021. وقد لقي متقي استقبالًا حارًا من العلماء والطلبة، مشيرًا في كلمته إلى أن “مستقبل العلاقات بين الهند وأفغانستان يبدو واعدًا”. كما التقى لاحقًا بوزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار، في لقاء عُدّ بمثابة انفتاح دبلوماسي محسوب بين نيودلهي وطالبان، في ظل تغيّر الموازين الإقليمية بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
هذه الزيارة تعكس تحوّلًا في السياسة الخارجية الهندية، التي طالما تعاملت بحذر مع طالبان. ويبدو أن نيودلهي بدأت تتبنى نهجًا براغماتيًا يقوم على التواصل غير المباشر وتبادل المصالح، خصوصًا في ظل التنافس المتصاعد بين الصين وباكستان في الملف الأفغاني.