أمراض المجتمع وعلاجها (4)
4 نوفمبر, 2024إزالة الفقر من خلال التمويل الإسلامي
4 نوفمبر, 2024دعاءٌ مهمٌّ جدًّا
اعتنى به: د. أبو سحبان روح القدس الندوي
أخرجه الإمام مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله تعالى في “كتاب صلاة المسافرين وقصرها” من صحيحه، رقم الحديث: 763 من حديث ابن عباس “….وكان في دعائه صلى الله عليه وسلم:
“اللهم! اجعل في قلبي نورًا
وفي بصري نورًا
وفي سمعي نورًا
وعن يميني نورًا
وعن يساري نورًا
وفوقي نورًا
وتحتي نورًا
وأمامي نورًا
وعظِّم لي نورًا”.
أورده مسلم بألفاظ متقاربة وساق طرقها وألفاظها في “باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه” يُراجع هناك.
وأخرجه البخاري نحوه في كتاب الدعوات من صحيحه رقم الحديث: 6316 من حديث ابن عباس أيضًا.
والذي يهمُّني هنا هو حفظ هذا الدعاء المأثور والدعاء به، حتى تتنوّر أعضاؤنا وتحظى بالأنوار والبركات، والسلامة من الآفات وما أحوجنا إليها في حياتنا المزدحمة بالأحزان والآلام والظلمات بعضها فوق بعض.
أما قوله: “اجعل في قلبي نورًا….” إلى آخره فبيّن معناه ابن قُرقُول (505–569هـ) في “مطالع الأنوار على صحاح الآثار” (4: 233 حرف النون مع الواو): “أي هداية وبيانًا وضياء للحق، وقال: يحتمل أن يريد الرزق الحلال حتى تقوى به هذه الأعضاء المذكورة للطاعة”.
وزاد عليه ابن الأثير الجزري (544–606هـ) في “النهاية في غريب الحديث والأثر” (5: 125) قائلاً:
“كأنه قال: اللهم! استعمل هذه الأعضاء منّي في الحق، واجعل تصرُّفي وتقلُّبي فيها على سبيل الصواب والخير”.
وحكى الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (11: 117) قول الكرماني محمد بن يوسف بن علي بن سعيد (ت 786) شارح صحيح البخاري:
“التنوين فيها للتعظيم أي نورًا عظيمًا”.
أما النووي فأفاد في “شرحه على صحيح مسلم” (6: 45) قائلاً: “…..فسأل النور في جميع أعضائه وجسمه وتصرّفاته وتقلّباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه”. والله الموفق.