انتقال الأثرياء من الهند إلى بلاد أخرى
23 سبتمبر, 2024“عدالة الجرافات”: تهديد لسيادة القانون في الهند
23 سبتمبر, 2024هدم منزل رجل مسلم في ماديا براديش
د/ فهيم أحمد
في استمرار لحوادث هدم ممتلكات المسلمين بالجرافات في الهند، قامت السلطات في منطقة تشاتاربور بولاية ماديا براديش الهندية بهدم منزل الحاج شهزاد علي، وهو رجل مسلم متهم بالمشاركة في هجوم جماعي على مركز للشرطة في المنطقة، حسبما أفادت صحيفة “دي هندو” في عددها الصادر بتاريخ 22 أغسطس 2024. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد فقط من هجوم وقع على مركز شرطة في تشاتاربور، مما أسفر عن إصابة أربعة ضباط.
الهجوم على مركز الشرطة لم يكن حادثة معزولة؛ بل جاء نتيجة لتصاعد التوترات في المجتمع المحلي بسبب تصريحات أدلى بها زعيم ديني هندوسي متطرف يُدعى رامغيري مهاراج، وُصفت بالمسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي. أدلى الزعيم الديني بهذه التصريحات الاستفزازية خلال فعالية دينية استمرت سبعة أيام في منطقة سنار بمدينة ناشيك الأسبوع الماضي، مما أثار موجة غضب واسعة بين المسلمين، دفعت حشودًا كبيرة إلى محاولة دخول مركز الشرطة لتقديم شكوى رسمية ضد رامغيري.
تم تداول مقطع فيديو يظهر رامغيري وهو يدلي بتلك التصريحات على نطاق واسع عبر الإنترنت، مما أثار حالة من الاستياء والغضب داخل المجتمع المسلم في المنطقة. في ظل هذه الأجواء المتوترة، سارعت السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات قمعية، حيث قامت بمداهمة أكثر من 100 موقع واعتقال أكثر من 50 شخصًا يُشتبه في تورطهم في الهجوم على مركز الشرطة.
وأكد مدير الشرطة في المدينة، أمان ميشرا، في تصريحاته أن الشرطة كانت تعمل على استعادة النظام وفرض القانون، مضيفًا أن السلطات لن تتسامح مع أي شكل من أشكال العنف.
ورغم هذه الإجراءات الأمنية المكثفة، فإن هدم منزل حاجي شهزاد علي يمثل جزءًا من استراتيجية أوسع تُستخدم في الهند للتعامل مع حالات العنف والاحتجاجات التي يكون المسلمون طرفًا فيها. في السنوات الأخيرة، أصبحت عمليات الهدم بالجرافات وسيلة تستخدمها السلطات في بعض الولايات الهندية كوسيلة للعقاب الجماعي، حيث يتم هدم منازل وأملاك المتهمين أو المشتبه بهم دون محاكمات عادلة. هذه السياسة أثارت انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، الذين يرون فيها انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان واستهدافًا غير مبرر لفئة معينة من المجتمع.
وفي تعليق على هذه التطورات، قال مدير الشرطة أغام جاين: “لقد جاء أفراد من مجتمع معين لتقديم مذكرة في مركز شرطة كوتوالي، وقد تم طمأنتهم في ذلك الوقت. ولكن للأسف، تحول بعض الأفراد إلى أعمال عنف ورشق بالحجارة، مما استدعى تدخل الشرطة للسيطرة على الوضع”.