كن منطقيا مع مبادئك
3 فبراير, 2024شهر تزكية القلوب
17 مارس, 2024البناء الحقيقي للنفوس
محمد خالد الباندوي الندوي
أخي العزيز!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرى الأمة الإسلامية اليوم – أيها الأخ – مصابة بالفقر في مختلف المجالات نراها منهوكة القوى ضعيفة الإرادة مشلولة الهمم والمواهب، منكودة الحظ منكورة الوجهة، ولانبالغ إذا قلنا: إنها لم تتمكن حتى يومنا هذا أن تسير إلى التقدم حتى خطوة واحدة، لا في مجال التمسك بالعقييدة الصافية ولا في المجالات العلمية والصناعية ولا في الحقول الإبداعية ولم تبدأ بعدُ نهضة حقيقية.
كيف ترى – أيها الأخ – هذا الفقر الذي أصاب الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها؟ ولماذا أدركها هذاالشلل الغريب في المواهب والهمم؟ وإلى أين يرجع هذا التخلف الشائن في مجال الإفادة والإنتاج؟ وكيف يمكن لها أن تبدأ نهضة حقيقية؟ وكيف تتمكن أن تزيل ما علق بها من العلل وما تسربت بداخلها من الجراثيم المبيدة؟ وماالسبيل إلى أن تقدر على الاستغناء بعلمها وإنتاجها؟ وكيف يتم لها أن تبني الضمائر الحية والنفوس الدافقة بالإيمان؟.
هيا نلخص لك ما كتبه محمد الغزالى بعد دراسة الأوضاع المؤسفة للأمة الإسلامية فإنه أشار إلى الأصول الهامة في تنشئة الأجيال وصوغ الأفكار والعقول يقول:
“البناء الحقيقي للنفوس يستهدف أمرين جليلين: أولهما إسلامي بحت يحرك المسلم من يقظة الفجر إلى هدأة الليل بحماس العقيدة وطهر الصلاة وشرف الإخلاص وحب الله ورسوله، وكلتا الجبهتين الشرقية والغربية (من الأمة الإسلامية) تكره ذلك الأمر، وتأبى أن يأخذ الإسلام طريقه في الحياة بهذا الوضوح.
والأمر الآخر حيوي بحت، أساسه التفوق العلمي والعملي في كل أفق امتدت إليه الحضارة الحديثة من استصلاح التربة إلى غزو الفضاء، ولنكن صرحاء! إن هذا التفوق لا يولد من تلقاء نفسه، إن التبرير في هذا المجال يتطلب رغبة في المعرفة، وشوقا إلى المجهول، وعزما على اقتحام كل عقبة، وهذا المشاعر لا تلدها إلا عقيدة مكينة”. (حصاد الغرور: 146)