يومان في جامعة علي كره الإسلامية

التحالف الوطني التنموي الهندي الشامل (انديا) تقرر مقاطعة برامج لـ14 مذيعي أخبار
31 أكتوبر, 2023
مسابقة خطابية عربية تعقدها جمعية الندويين من أهل غجرات
17 يناير, 2024

يومان في جامعة علي كره الإسلامية

كتبه/ د. أبو سحبان روح القدس الندوي

تلقيت خطابًا عن طريق “واتساب” بعث به قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة علي كره الإسلامية، للحضور في الندوة العلمية حول “حياة الشيخ حبيب الرحمن خان الشرواني (1867–1950م) وخدماته”، عقدها قسم اللغة العربية وآدابها في 4 و5/ من شهر نوفمبر هذا العام، حضرها عدد كبير من جامعات الهند والمؤسسات التعليمية أساتذة ورؤساء قسم اللغة والثقافة من أقصى الهند إلى أقصاها، وقدّم في الندوة ستون بحثًا فصاعدًا في عدة لغات، تناول جوانب مختلفة من حياة العلامة الشرواني وأعماله ومآثره في جهات التعليم والتوجيه والإصلاح، ومشاركته في إنشاء مؤسّسات وأكادميات، وتمويله إياها، وإشرافه المباشر عليها، وما دبجه قلمه السيّال المبتكر، ونقده على ميول معاصريه من الأعلام والكتب والبحوث والمقالات، وإسهاماته في تأزير حركات إصلاحية واجتماعية معاصرة، وإنشاء دور التعليم والثقافة والتأليف والترجمة وترشيد الصحوة، فأدرك عصرًا حافلاً بأصناف من الثقافات والمجالات، ووافى أعلامًا وجهابذة العلم والتجديد والفكر، وحظي بثقة لدى أولئك، وعلى رأسهم:

أبو الكلام آزاد، وشبلي النعماني، وعبد الحي الحسني، والمفتي عبد اللطيف، والسيد احتشام علي، وألطاف حسين حالي، والمولوي عبد الحق، وسليمانان: الندوي وأشرف، ومولانا بدر الدين العلوي، ومناظر أحسن الكيلاني، والبروفيسور عبد الباري، وآخرون.

لاجرم، أن عقد هذه الندوة جاء في أوانها ومكانها، والفضل في عقدها يعود إلى قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة علي كره الإسلامية ورئيسه النابغ أ. د. ثناء الله الندوي وأصحابه وزملائه الذين نظموا برامج الندوة ونسَّقوا جلساتها وتولّوا توجيه الدعوة إلى المشاركين المعنيّين بالموضوع المختار.

ومما لاشك فيه أنه لو لم تكن موافقة الدكتور مديح الرحمن صهيب – أحد أعضاء الأسرة الشروانية العريقة – عقد الندوة ودعمه الباهظ وولوعه الذاتي لما تحققت أهداف الندوة ومنجزاتها، فله الشكر.

أما سعى الدكتور فخر عالم في إنجاز مناشط الندوة فمشكور جدًا.

أما عنوان الورقة التي قدمتها في هذه الندوة فهو: “أهمية نقد الشرواني على “تاريخ بغداد للخطيب”.

هذا، وركبت إلى علي كره عصر الجمعة في 3/11/2023م ووصلتها الساعة التاسعة ليلاً بسلامة الله، وقد صحبني في هذه الرحلة الفتى النابه محمد عثمان الصديقي الطالب في قسم التخصص في علوم الحديث بدار العلوم لندوة العلماء، فكان نعم الرفيق ونعم المساعد، زاده الله توفيقًا وحبًا للعلم وأهله.

وبعد الوصول إلى علي كره مباشرة شاركتُ جلسة تأبين بوفاة الدكتور ف. عبد الرحيم العالم اللغوي الكبير عن طريق برنامج “زوم” نظمتها أكاديمية الزميل “في الساعة التاسعة ونصف، وتحدثت فيها ما شاء الله أن أتحدث، ومن قبلُ ألقيتُ مقالاً حافلاً في قسم التخصص في علوم الشريعة واللغة بدار العلوم بعنوان “ورحل عالم لغوي كبير” أذاعته نشرة You Tube قريبًا.

والجدير بالذكر الملموس عند الجميع أن عقد هذه الندوة وفّر فرصة اللقاء بين الأحبة والأصدقاء بعد انتشار “كرونا”، فكانوا فرحين مسرورين متمتعين باللقاء، فاستفاد بعضهم بعضًا، وقد غمر هذا الجو الأخوي المحبة والمودة، والإجلالُ والتوقير والمناقشة الجادة والتبادل العلمي والثقافي وما إليه.

وإنني لم أتمكن من القيام بالجولة الاستطلاعية في الحيّ الجامعي عن كثب إلا مرورًا بمبنى إلى آخر وقسم إلى غيره ذهابًا ورجوعًا إلى مقر الندوة والمبيت والمسجد والمطعم وما إليه.

وفوق ذلك كله ظهرت من خلال المقالات والكلمات المتقدمة في جلسات الندوة ملامحُ من شخصية العلامة الشرواني ودوره الريادي الذي قام به نحو العصر الذي عاشه وعانى مقتضاه ومشكلاته وقضاياه، كما تعرّض ذلك العلامة أبو الحسن علي الندوي في انطباعاته عن الشرواني في كتابه بالأردية “پرانے چراغ” وتقديمه الضافي لكتاب “صدر يار جنك” تأليف الدكتور شمس تبريز خان، وفي تذييله على كتاب والده “نزهة الخواطر” في المجلد الثامن، فهذا كله كان مرجع حديث معظم المشاركين في الندوة.

والذي لفت الأنظار أن عددًا كبيرًا من المسجّلين المشاركين في الندوة الذين ألقوا مقالات وكلمات كانوا ممن مثّلوا “ندوة العلماء” جامعتهم الأثيرة، وهمّ – ولله الحمد – يحتلّون مناصب عليا في الجامعات حتى أصبحوا أساتذة متميّزين بمؤهلاتهم وعلوّ كعبهم في العلم والأدب واللغة والبحث والتحقيق والنقد، زادهم الله علمًا وفضلاً ووفقهم لما يحبه ويرضاه.

مهما يكن من أمر كانت الندوة مشحونة بالمقالات القيمة والكلمات النيرة، وناجحة بكل معنى الكلمة، ومتميزة باختيار موضوع مهم جدًا لم يُطرق، فنالت الندوة شرف السبق بعقده.

وقد رجعنا إلى منازلنا تائبين، لربنا حامدين وشاكرين، ومودّعين بعضنا بعضًا، قائلين إلى لقاء قريب إن شاء الله، وداعين: دمتم طيبين وموفّقين، مع السلامة حلا وترحالاً.

ولنا عود إلى التعريف بالعلاّمة الشرواني وأعماله الجليلة في عدد قريب من “صحيفة الرائد” إن شاء الله تعالى.

×