اختيار أجدى الوسائل وسمو الغاية
19 سبتمبر, 2023خير أمة في الوجود
فالأمة الإسلامية لا تزال إلى اليوم خير أمة في الوجود لأنها أكثر الأمم اتصافاً بصفـات النبل والإنسانية في المجالات الاجتماعية والفردية جميعاً، وهي أكثر الأمم محافظة على القيم الإنسانية الفاضلة التي ورثتها من معلمها وقائدها الأول، وهي لن تزال بخير ما دامت تحافظ على هذه القيم.
يجب أن تفهم الأمة الإسلامية ذلك فلا تقع في انهيار نفسي من ضوضاء الأمم الأخرى وأضواء مدنيتها الطاغية الغازية للعالم اليـوم، فإن بواطن هذه الأمم وحقائقها الإنسانية لا تحمل لوناً لامعاً كالذي يظهر من مظاهرها، ولا تملك حلاوة ولا عذوبة كما يخيل عنها في ظاهرها، وإنها لا تملك في مجال الفضيلة الإنسانية شيئاً يحسد عليه.
يجب أن تعرف الأمة الإسلامية أن قيمتها في مجال الفضيلة لا تزال أكثر من القيمة التي تملكها أي أمة أخرى من أمم اليوم، وأن أي أمة في الوجود لا تبلغ إلى العظمة التاريخية والعظمة الإنسانية التي تبلغها أمة الإسلام مع كل تخلف وانهيار تمر الأمة الإسلامية اليوم من خلالها، فإن الشعور بالنقص الحقيقي والاعتراف به شيئ حسن، ولكنه يجب أن لا يكون على حساب الاعتزاز بالخير والفضيلة اللذين تملكهما هذه الأمة السمحاء الكريمة.
(العالم الإسلامي اليوم قضايا وحلول للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، ص: 146)