الطريق الوحيد
19 سبتمبر, 2023خير أمة في الوجود
19 سبتمبر, 2023اختيار أجدى الوسائل وسمو الغاية
إن المسلمين أمة مختارة من الله تعالى ووعدهم الله تعالى بالغلبة والانتصار بقوله ) وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين( ولكن اشترط الله لغلبتهم وعلو مكانتهم بأن يكونوا مؤمنين، والإيمان يقتضي أخلاقاً وصفات فيها جد وصرامة وكفاح، واتباع للحق وتطبيق لشريعة الله علىالحياة الفردية والاجتماعية جميعاً، وأن يأخذوا بأسباب القوة والعز، وذلك بتربية النفوس وتسليحها بسلاح العلم المفيد، وبالإعداد اللازم للظروف التي يواجهونها وفقاً لقوله تعالى ) وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم( [ الأنفال: 60]. ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” تسلحوا بأسلحة أعداءكم” بدلاً من أن يقعوا في حالة الانبهار أمام التقدم الغربي في وسائل الحياة وأسباب القوة المادية ويصابوا بمركب النقص يبلغ بهم إلى التقليد الأعمى والخضوع أمام منجزات علمية وصناعية ومدنية فيتبعوا الحياة الغربية التي تسير على سبيل الضلالة وأخلاق الجاهلية الأولى التي نبذت أوامر الشريعة والدين أيضاً ولم يعد لها بالدين إلا الانتساب اللفظي فإن الدين الحق برئ من ذلك ودين الإسلام أبعد شيء من ذلك، فإن المسلمين مأمورون بأن يكونوا هداة متبوعين، لا رعاعاً تابعين ولن يكون لهم النجاح إلا بالسير على جادة الحق جادة الجمع بين أسباب القوة والعقل وبين حياة الهداية والحق.
(العالم الإسلامي اليوم قضايا وحلول للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، ص: 183)