مدرسة الأخلاق

رسالة رمضان
17 سبتمبر, 2023
عمليةُ جهد طويلة
17 سبتمبر, 2023

مدرسة الأخلاق

الصيام من أعظم العوامل التي تسوق أصحابها إلى الخير، وتكون سبباً لتحول النفوس من جهات الشر إلى جهات الخير، وتكون ذريعة لتربية الخلق، وتنشئة النفوس على الكرم، والإنسانية، والبر، والأخلاق الفاضلة، والآداب النبيلة.

إن الصوم يستحق بانطوائه على هذه الطبيعة الكريمة من سمو الأخلاق، ورقة الطباع أن يسمى بمدرسة الأخلاق الطيبة، والتربية على البر والمؤاساة، لأنه حينما يأتي يأتي بهذه الأعمال، وحينما ينصرم ينصرم بعد تربية تلاميذ المدرسة قليلاً أو كثيراً على حسب ما بذلوه من عناية واهتمام وإخلاص.

إن الصيام بركة لصاحبها أيضاً ولغيره من رفاقه وبني جنسه أيضاً، فإن الصائم ينفع بصومه نفسه، وينفع غيره كذلك، إنه ينفع نفسه في تربيتها على الأعمال الإنسانية النبيلة، والأخلاق الطيبة الكريمة، وعواطف اللطف الرقيقة، وينفع غيره بأنه لايسيئ إليه حتى الإساءة التي كان يسيئ بها في غير رمضان بل يسعى لمؤاساته بالطعام والشراب، وبالمجاملة الصادقة معه، وبذلك تكثر أعمال البر والإحسان في هذا الشهر المبارك الكريم.

(رسالة المناسبات الإسلامية للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، ص: 27)

×