أنشودة في رثاء وتأبين أستاذي الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي

مرثيَةٌ إلى العلامة محمد الرابع الحسني الندوي
16 سبتمبر, 2023
Test
16 سبتمبر, 2023

أنشودة في رثاء وتأبين أستاذي الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي

كتبه: محمد الثالث الأكرمي

الهند صارت خواءً منكَ يا عَلَمُ

والنفس تبكي وفي أحشاءها الألمُ

 

مَنْ يَخلُفُ الشمسَ إنْ أخفى الضياءَ بها

سيفُ الوفاة، وعَمَّ العالَمَ الظُّلَمُ؟

 

بمن تُنار مباني العِلمِ وا أسفي

بعدَ السقوط، ومن تجلو بهِ الحِكَمُ؟

 

الكونُ بعدَكَ مجتاب ملابِسُهُ

سودٌ الخيوطِ، فلا لونٌ ولا نغَمُ!

 

فلم تَكُنْ منذ أن برزت مطالعكم

إلا كمئذنة جيرانُها النُّجُمُ

 

طفلاً تناثر أنوار الهدى، وفتىً

تنهالُ منهُ على أترابه الكَلِمُ

 

شواهدُ الحزمِ في أعمالِهِ أبدا

في قلبِهِ العشق والأشواقُ والألمُ

 

فما مضى في الدجى إلا كبدرِ هدى

وسحَّ من علمِهِ في قَحطنا كَرَمُ

 

وكان في الجدب مزنًا علمُهُ وندًى

وكان يُنشئُ أجيالًا لها ذِمَمُ

 

جهرتَ بالحقِّ دينا في جوانحِنا

بهِ انتصرنا على الجُهّال وانهزموا

 

ما كنتَ إلا شباباً ذاكرا وحِجًى

ظلّا من النورِ فانزاحت بهِ الظُّلَمُ

 

ويفجُرُ العلمُ فياضا بلا طَرَفٍ

إذا تكلَّمَ ثغرٌ أو جرى قلَمُ

 

كنتَ الكريم وقد عمّتْ مكارِمُهُ

في الهند، أفضالهُ للكُلِّ تزدحِمُ

 

و كنت يوسف في علمٍ وفي خُلُق

في قلبِكَ الشوق، في ساحاتك الكرَمُ

 

وكنتَ نوحاً سفينُ الحقِّ يحمِلُهُ

وكنتَ موسى علا بالحقِّ سِحرَهُمُ

 

وفي عيونكَ يحلو للأنامِ غدٌ

يخضرُّ في أعين الأبرارِ، يبتسِمُ

 

حتى مضيتَ وفي قبر الثرى رحَبٌ

لمَّا رحلتَ وفي قلبِ الورى ألمُ

 

فالآنَ تمرح باللُّقيا ومتعتِها

والآن يُسفِر منكَ الفجرُ يا عَلَمُ!

×