ادعاء الغرب بحرية المرأة بين الحقيقة والدعاية

بين الإخلاص والرياء
4 فبراير, 2023
لنبدأ صفحة جديدة…..
1 أبريل, 2023

ادعاء الغرب بحرية المرأة بين الحقيقة والدعاية

جعفر مسعود الحسني الندوي

“إن الإسلام لا يعطي المرأة حقها، ويحطّ من شأنها، وينقص من عزّها وكرامتها، ويعتبرها أقل من الرجل منزلة، ويغلق عليها أبواب الرقي، ويمنعها من التقدُّم، ومسايرة الركب الحضاري، والمساهمة في أعمال يقوم بها الرجال، رغم كفاءتها لها، ومؤهلاتها للخوض فيها، والإتيان بها في أحسن وجه”.

هذا ما يُتَّهم به الإسلام في هذه الأيام التي تُستخدَم فيها المرأة كسلعة رخيصة، يبيعها الرجال ويشترونها بسهولة، أو أداة يستخدمونها ليحققوا بها مآربهم التي لا تعلم المرأة نفسها، ولا تعرف عواقبها حتى يلحق بها ما يلحق من ضرر، وتفقد ما تفقدها من كرامة، وتصبح لعبة يلعب بها الرجال، يحركونها فهي تتحرَّك، ويوقفونها فهي تتوقف، يسيرونها فهي تسير، أو تصبح أمة تخضع لمن يملكها، وتمتثل بما يأمرها، يعطيها الرجل قدرًا من المال، فهي ترقص، ويزيد فيه فهي ترقص، وهي شبه عارية، وتباع التذاكر بأثمان باهظة ليشاهدها الرجال، هل تجد إهانة للمرأة أكبر من هذه الإهانة؟ وهل ترى ذُلاًّ للمرأة أكثر من هذا الذل.

إن الرجل يملأ جيبه بأسعار هذه التذاكر، ويبني قصره الشامخ بتعرية جسد المرأة، وإكراهها على الرقص، عارية أو شبه عارية، أمام مئات من الرجال الذين يملكون غرائز حيوانية أكثر من الغرائز الإنسانية، ويسمي تعريتها بحريتها، ويدعي أنه يرفع عنها القيود التي فرضها عليها الإسلام، وغطاها بالبرقع الذي يجعل المرأة الحسناء عفريتًا، يخاف منها الأطفال.

نرى المرأة في الجاهلية القديمة يئيدها أبوها،وهي طفلة صغيرة، في المفازة، ويلقيها في البئر، أو يوقعها في الحفرة التي حفرها بيده خوفًا من العار والإملاق، وفي الجاهلية الحديثة نجد المرأة تلقى في الحفر التي حفرها الرجال المتحضرون الغربييون، رجاء أن تكسب لهم المال، وتعود إليهم بالنفع الذي يريدونه، ولو على حساب كرامتها، وبذل عرضها، وفقدان عزها وشرفها.

لاشكَّ أن الحضارة الغربية حققت تطوُّرًا وتقدُّمًا في كل مجال من مجالات الحياة، لكن المرأة فيها تسلب حريتها، وتهان كرامتها، يتعامل معها الرجال كما يتعاملون مع البهائم، بلغت حالة المرأة فيها إلى أن أخرجوها من حظيرة الإنسان إلى حظيرة الحيوان، وبلغوا بالمرأة مبلغًا من الخسة والقذارة حتى تأنف منه الحيوانات.

أصبح هناك ملايين من الشاذين جنسيًّا رجالا ونساء، حتى اضطرت الكنيسة إلى أن توافق على عقد الزواج بين الرجل والرجل، أيّ إهانة للمرأة أكبر من هذه الإهانة؟!.

إن المرأة في الغرب كانت مهانة أشد الإهانة، وكانت كالعبد للرجل قرونًا طويلة، ثم أرادوا بزعمهم تحريرها،وخدعوها بأسماء خلابة، وعناوين جذابة، وأخرجوها من البيت الذي يحفظها من الحيوانات المفترسة، لتنافس الرجل في كثير من ميادين العمل، كتفًا بكتف، ويدًا بيد، وتخلوا عن القيام بمسئوليتها ورعاية حقوقها والحفاظ على كرامتها والإنفاق علها حين احتاجت، فالأب في الغرب ليس مسئولا عن الإنفاق على بنته، بمجرد أن تبلغ سن السادسة عشرة من عمرها فهو يطالبها بدفع أجرة السكن رغم كونه أبًا لها، وتبلغ به القساوة أن يطردها من البيت، ويغلق عليها الباب، إذا لم تدفع له مالا فتذهب وتبحث عن العمل لتتكسب به ولو بعرض عرضها على الكلاب المفترسة المتربصة لها.

إن المرأة في الغرب تعتبر مريضة إذا بلغت سن السابعة عشرة ولم يكن لها صديق تقضي معه وقتا ليلا ونهارا، إن كثيرًا من الدول الغربية التي تدعي برفع مكانة المرأة وحماية حقوقها والمساواة بينها وبين الرجل في الوظائف، تتقاضى المرأة فيها راتبًا أقل من نصف راتب الرجل، وقد تكون أكثر إنتاجًا وأحسن عملا بينما نجد المرأة في الدول الإسلامية التي تتهم بالتخلف والتزمت وسلب حقوق المرأة وحبسها في البيت، وتغطيتها بالبرقع، ما دامت شهاداتها توازي الرجل تعطى مثل ما يعطى الرجل من الراتب، ربما أكثر منها لدقة إنتاجها ورعاية أنوثتها.  

×