الحرية السياسية في المفهوم الإسلامي
21 أكتوبر, 2020العلامة السيد سليمان الندوي (الحلقة الأخيرة)
21 أكتوبر, 2020أيها الشباب! قوموا وغيِّروا مجرى التاريخ
الشباب دائماً لعبوا دوراً ريادياً في بناء التاريخ والمجتمع وتغيير مجراهما، وتغيير تيار الحياة البشرية وأتوا بعجائب وغرائب لم يسجل التاريخ مثلها لغيرهم. الشباب هم الذين يصنعون تاريخ الأمم والشعوب تاريخ الفتح والنجاح، تاريخ الرقي والتطور للشعب والبلاد.
كم من تقلبات وتغيرات جاءت بفضل الفتية كما جاء في القرآن الكريم: “إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى” [الكهف:13]، وكم من تطورات وتقدمات أتت لأجل الشباب الذين فيهم عواطف نبيلة وطموحات رفيعة وهمم عالية لترقية البلاد وإصلاحها وإبلاغها إلى أوج الكمال وإسعاد المجتمع، كم من ثوراث سياسية واجتماعية وانقلابات اقتصادية نجحت لأجل الشباب، الشباب هم قوة البلاد والمجتمع.
أذكر لكم بعض الأمثلة والنماذج لأولئك الشباب الذين غيّروا مجرى التاريخ والمجتمع مثل أسامة بن زيد رضي الله عنه، وأصحاب الكهف، طارق بن زياد، ومحمد بن قاسم الثقفي،والبطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي،ومحمد الفاتح وأمثالهم، وكانت لهم أهداف سامية وأغراض نبيلة،يفكرون دائماً في صلاح الأمة والمجتمعات وفلاحها، كانوا يعيشون لتحقيق هذه الأهداف والمرامي لإفادة الإنسانية جمعاء لا لتحقيق رغباتهم وأهوائهم، لكن الشباب اليوم يعيشون بدون أي هدف، نصب أعينهم المال والجاه والمنصب ووظائف رسمية وغير رسمية، يضيّعون أوقاتهم فيما لا يعود إليهم بفائدة، لا يقفون على تاريخ الإسلام والمسلمين ولا علم لهم عن مآثرهم ومفاخرهم، فكيف ينشأ فيهم الطموح والإرادة والعزيمة والتطلع إلى الأمام والهدف السامي.
إذا فكّرتم في أيّ انقلاب فكري أو سياسي أو ديني أو اكتشاف علمي أو تكنولوجي حديث تجدون خلفها شبابا أصحاب الهمم العالية والعزائم الماضية.
أيها الشباب! أنتم الشباب قوموا وانهضوا وأخلصوا نياتكم وجددوا عزائمكم وهممكم وشمّروا عن ساق الجد لتحقيق الأمن والسلام وتعزيز الحب والوئام وإبعاد البغض والكراهية وإزالة المعاصي والمنكرات والرذائل التي عمت وتفشت في المجتمع وشحِّذوا هممكم لصلاح المجتمعات والشعوب وسعادتها.
لأننا نرى أن الحكومة قد انحرفت عن الجادة المستقيمة، انحرفت عن الدستور الهندي انحرفت عن الأصول والمبادئ التي تشمل جميع سكان البلاد إنها تعمل لجماعة واحدة، وتنفِّذ مخططاتها ومشاريعها، وترغب أن تحول البلاد إلى بلد هندوسي مع أن هذه البلاد لجميع أصحاب الأديان والمذاهب، ويمنح الدستور كل مواطن حرية العمل حسب معتقداته ومتطرفون من الهندوس يهدّدون المسلمين بإعادتهم إلى الديانة الهندوسية قهراً.
(د/محمد وسيم الصديقي الندوي)