مأساة العمال المهاجرين بالهند
28 يونيو, 2020إيكونوميست: لا حلول لدى الأسد ومشكلته مع أنصاره لا معارضيه
28 يونيو, 2020الداعية الشيخ أحمد خان في ذمة الله تعالى
تلقينا وتلقت الأوساط العلمية والدعوية فى العالم العربي والإسلامي نبأ وفاة الداعية الجليل، وأحد مشاهير العلماء وأحد المؤسسين لجمعية اكتشف الإسلام ورئيس قسم الدعوة بها في مملكة البحرين الشيخ أحمـد خان محمد أكبر، صباح يوم الثلاثاء 10 من شوال 1441 هـ الموافق 2يونيو 2020م، عن عمر يناهز 69 سنة، إثر نوبة قلبية تعرض لها فجأة ليلا، في المستشفى العسكري بمملكة البحرين، وصلى عليه صلاة الجنازة بعد صلاة العصر أكثر من عشر مرات بحضور جم غفير من المصلين يقدر بالآلاف من العلماء والطلاب ورجال السياسة ورجال الأعمال والمحبين والأصدقاء من المواطنين والمقيمين من مختلف أنحاء المملكة، ودفن في المقبرة الحنينية بالرفاع، وخلف الشيخ وراءه أولادا وأحفادا، وآلافا ممن استفادوا منه وتلمذوا عليه في دروسه الأسبوعية والشهرية في الحديث والتفسير والفقه وخطاباته الدعوية. رحم الله شيخنا الراحل وغفرله وأسكنه بحبوحة جنانه وألهم ذويه الصبر والسلوان.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ الداعية أحمد خان بن محمد أكبر خان في إحدى قرى ولاية سرحد بباكستان في العاشر من أكتوبر سنة 1951م، في أسرة مسلمة عريقة، نشأ فيها وترعرع، وأبوه كان عالما كبيرا محترما لدى الناس، وأخوه الشيخ المفتي أنورشاه من العلماء الكبار والمحدثين أيضا.
أخذ العلوم الابتدائية في مدرسة قريته، ثم ارتحل إلى كراتشي للدراسات العليا، فالتحق بجامعة العلوم الإسلامية بنوري تاؤن كراتشي، ومكث سنوات يتلقى دراساته العليا في العلوم الشرعية حتى أتم درجة التكميل يعنى دورة الحديث، ودرس لدى الأساتذة الكبار أمثال المحدث الكبير الشيخ العلامة يوسف البنوري واستفاد منه كثيرا.
رحلته إلى المملكة العربية السعودية:
وبعد أن تضلع الشيخ من العلوم والمعارف الدينية والعصرية في باكستان ارتحل إلى المملكة العربية السعودية والتحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للدراسات العليا في الشريعة ومكث سنوات يتلقى العلم والمعرفة من مشائخ الجامعة.
المبعوث إلى البحرين:
وعين داعية مبعوثا إلى البحرين من جانب المملكة العربية السعودية ليقدم الخدمات في مجال الدعوة تحت إشراف مركز الدعوة والإرشاد بالمملكة، مع مجموعة من أصدقائه العلماء وفيهم الشيخ سعيد قمر الزمان الندوي والشيخ عبد الله عبد الحميد السعدي والشيخ محمد ميان وغيرهم.
مركز اكتشف الإسلام:
وفي خلال عمله في مركز الدعوة والإرشاد شارك الشيخ في تأسيس وإنشاء مركز اكتشف الإسلام للعمل في غير المسلمين من الجاليات المقيمة في البحرين إلى الإسلام مع مجموعة من أصدقائه التجار والدعاة. ولم يزل يخدم الدعوة والدعاة في المركز بجميع طرقها وأساليبها حتى آخر حياته،وقد أسلم على يديه خلق كثير خلال عمله في هذا المركز الدعوي.
رحلاته الدعوية إلى خارج البلاد:
وقام الشيخ برحلات دعوية كثيرة إلى مختلف بلدان العالم وزار باكستان وبنغلاديش ودول مجلس التعاون الخليجي وأوربا والمملكة المتحدة وأفريقيا وروسيا وسريلانكا والفلبين وتايلاندا وإندونيسيا.
لقد كان يزور بنغلاديش في كل سنة تقريبا، واشترك في كثير من الاجتماعات السنوية العالمية في بنغلاديش مثل الاجتماع العالمي لجماعة الدعوة والإرشاد، وزار فيها الجامعات الإسلامية مثل الجامعة الإسلامية معين الإسلام هاتهزاري، والجامعة الإسلامية جيري، والجامعة الإسلامية فتية، والجامعة الإسلامية عزيز العلوم بابونغر، وجامعة دار المعارف الإسلامية شيتاغونغ، والجامعة الإسلامية لال باغ داكا، والمركز الإسلامي داكا وما إلى ذلك من المدارس والتقى فيها العلماء الكبار والمحدثين العظام ورجال الدعوة والإرشاد.
دروسه ومحاضراته وخطبه:
وكان للشيخ دروس أسبوعية في التفسير فى بعض مساجد المملكة، يحضرها الطلاب من جميع أنحاء المملكة، فقد أكمل تفسير القرآن الكريم باللغة الأردية مرار وتكرارا، ووزعت الشهادات في المشتركين أمام جمع كبير من المواطنين والمقيمين ورجال الدولة والعلماء والوجهاء، كما كانت له محاضرات دينية شهرية ببعض المناسبات عن الدعوة والتربية والتعليم، وكان يحضر في شهر رمضان المبارك في موائد الإفطار للجاليات التي تقام من جانب مركز اكتشف الإسلام في مختلف المخيمات وجوامع المملكة لغرض تقديم الدعوة ولإدلاء الكلمات التوجيهية والإرشادية، ويساهم في انجاح المشروع الدعوي والتربوي مساهمة فعالة، ولايتخلف عن الاشتراك في البرامج الإذاعية التي تذاع وتنشر من جانب المركز لتوعية الجاليات عبر إذاعة FMالبحرينية طوال شهر رمضان المبارك بعنوان ” شهر الرحمة”. وكان يزور السجون البحرينية.
خلقـه وأدبـه:
كان الشيخ من الذين عاشوا حياتهم لله، ونذروا وملكاتهم ومواهبهم في سبيل الله عبر نشر العلم الصحيح وتقديم الدعوة في الناس، كان متواضعا هادئا، سهلا لينا، متبعا للسنة، ذا خلق كريم، مقتنعابالقليل، وعالما ربانيا، ذاكرا لله خاشعا، كان عفيف اللسان، وكان نقي القلب.
لقد فقدنا بوفاته داعية عالميا عظيما، عشت معه عقدين من الزمن، في أرض البحرين وفي مركز اكتشف الإسلام، ورأيته عن كثب، فما لمست منه طيلة هذه المدة إلا الرفق واللين، والمحبة والمودة، والسماحة والعفو، والكرم والتواضع، واحترام الآخرين وإعطاء الفرصة لهم، وإكرام الناس، والخوف من الله والخشية منه، والذكر وتلاوة القرآن والخشوع والتضرع، والتضحية والتفاني في سبيل الله، والشوق والرغبة إلى نشر التعليم والتربية والدعوة والإرشاد وتبليغ رسالة الإسلام السمحة الخالدة إلى العالم.
(محمد هارون العزيز الندوي)
(داعية وباحث شرعي سابقاً لمركز اكتشف الإسلام، مملكة البحرين)