فرص الغفران في شهر رمضان الصلاة نهر الغفران

شهر رمضان
9 يونيو, 2020
رمضان المبارك وكورونا
9 يونيو, 2020

فرص الغفران في شهر رمضان الصلاة نهر الغفران

الصلاة من أعظم فرص وأسباب الغفران من حيث إنها العبادة الوحيدة التي تتكرر خمس مرات كل يوم وليلة، بل هي نهر الغفران، يغتسل فيه المصلي خمس مرات في اليوم والليلة من ذنوبه وخطاياه، كل صلاة تكفر ذنوب ما بينها وبين الصلاة التي قبلها، وحتى الجمعة تكفر ذنوب ما بينها وبين الجمعة التي قبلها، حتى يخرج من صلاته نقيا من الذنوب.

قال تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ” [هود:114].

وفي مسند الإمام أحمد عن الْحَارِثَ مَوْلَى عُثْمَانَ يَقُولُ: جَلَسَ عُثْمَانُ يَوْمًا وَجَلَسْنَا مَعَهُ، فَجَاءَه الْمُؤَذِ نُ، فَدَعَا بِمَا ء فِي إِنَاء، أَظُنُّه سَيَكُونُ فِيهِ مُدٌّ، فَتَوَضَّ أَ ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَِّّه صَلَّى اللَّّه عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ يَتَوَضَّ أ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ: “وَمَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى صَلَاة الظُّهْرِ، غُفِرَ لَه مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَينَ الصُّبْحِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ، غُفِرَ لَه مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الظُّهْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، غُفِرَ لَه مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ، غُفِرَ لَه مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ لَعَلَّه أَنْ يَبِيتَ يَتَمَرَّغُ لَيْلَتَهُ، ثُمَّ إِنْ قَامَ فَتَوَضَّ أ وَصَلَّى الصُّبْحَ، غُفِرَ لَه مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَهُنَّ الْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيئَاتِ”. [قال الألباني حسن لغيره].

والتأمين على قراءة الفاتحة خلف الإمام يغفر للعبد ما تقدم من ذنبه:

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُولَ ا للّ صَلَّى اللَّّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا قَالَ الْإِمَامُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِينَ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّه مَنْ وَافَقَ قَوْلُه قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” [صحيح البخاري].

وإذا حمد الله بعد الرفع من الركوع يغفر له ما تقدم من ذنبه:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّّ عَنْه أَنَّ رَسُولَ ا للّ صَلَّى اللَّّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا قَالَ الْإِمَامُ سَمِعَ اللَّّه لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّه مَنْ وَافَقَ قَوْلُه قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” [متفق عليه واللفظ للبخاري].

وكلما ركع العبد أو سجد تساقطت عنه ذنوبه:

عن عبد الله بن عمر قال: سَمِعْتُ رَسُولَ ا للّ صَلَّى اللَّّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ الْعَبْد إِذَا قَامَ يُصَلِ ي أُتِيَ بِذُنُوبِهِ، فَجُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ وَعَاتِقَيْهِ، فَكُلَّمَا رَكَعَ أَوْ سَجَد تَسَاقَطَتْ عَنْه”. [صحيح ابن حبان].

والأذكار بعد الصلاة تغفر بها ذنوب من يقولها وإن كانت مثل زبد البحر:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُولِ ا للّ صَلَّى اللَّّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ سَبَّحَ اللَّّ÷ فِي دُبُرِ كُ لصَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِد اللَّّه ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّّه ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَة وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه لَه الْمُلْكُ وَلَه الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُ ل شَيْ ء قَدِير، غُفِرَتْ خَطَايَاه وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ” [صحيح مسلم].

هذه كرامة الله وعظيم فضله وسعة رحمته بأهل الصلاة، فهل بعد هذه الكرامة كرامة؟!

عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِ ي صَلَّى اللَّّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ تَوَضَّأ فِي بَيْتِهِ فَأحَْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِد فَهُوَ زَائِرُ اللَِّّه، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ”. [رَوَاه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].

“رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ” [إبراهيم:40].

(الشيخ صلاح عمر، البحرين)

×