قراءة لكتاب “أخي العزيز”

“لمسات من السيرة النبوية”
31 أكتوبر, 2023
كتاب: “المحدث الأستاذ الدكتور تقي الدين الندوي وجهوده في خدمة الحديث النبوي الشريف”
3 فبراير, 2024

قراءة لكتاب “أخي العزيز”

مرسلين أحمد مرسل

إن صحيفة “الرائد” ليست صحيفة أو نشرة فحسب؛ بل هي مدرسة تعليم وتدريب على اللغه العربية كتابةً وصحافة، توفرغذاءً صالحًا وزادًا طيبًا لطلاب اللغه العربية، وخرجت عددًا كبيرًا من كتاب وأدباء بارعين كما ذكر سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في مقدمته لكتاب” أخي العزيز” للأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي، وقد خصص رئيس تحرير الرائد فضيلة الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي ركنًا باسم “ركن الأطفال” وفيما بعد تغير اسمه إلى “براعم الايمان”.

إن كتاب “أخي العزيز” الذي بين أيدينا، وهو في الواقع مجموعة كلمات وكتابات دبجها يراع الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي (رئيس تحرير الرائد والأمين العام لندوة العلماء) في هذا الركن تحت عنوان “أخي العزيز” منذ عام 2003م إلى 2018م.

وهذا الكتاب يحمل في ثناياه فوائد علمية وأدبية جمة ومنافع فكرية وتربوية، وطريقة مبتكرة لتعلُّم اللغه العربية، ويتسم بسهولة الألفاظ وفصاحتها، وعذوبة التعبيرات ورشاقتها،وجمال العبارات وبلاغتها واختيارها وسلاستها وحلو النغمة وسلامة الفكرة وسعة الدراسة، وذلك كله بأسلوب رشيق شيق ملائم لمستوى القراء كالجدول الرقراق والماء العذب الفرات، ويتحلى بطريقة صحيحة واضحة لعرض الأفكار والأخيلة والآراء، وإبداء العواطف والمشاعر، والتعليق على الأحداث والأنباء، والتعبير عما يشاهده القارئ في مجتمعه من قضايا ومشاكل وأزمات ومعالجتها وحلِّها.

ويحتوي هذا الكتاب على عناوين كثيرة مثيرة، وهو مزدان بمقدمة وكلمة عن الكتاب وكلمة المؤلف.

وهذا الكتاب مشحون بإثارة الشعور الإسلامي ومتدفق بالعواطف والأحاسيس الجياشة المخلصة والأفكار السليمة ومتضمن في داخله إرشادات وتوجيهات قيمة إلى الخط المستقيم في جميع نواحي حياة النشء الجديد.

وأما صاحب هذا الكتاب كما أعتقد­­­­­­­ من الكتاب المطبوعين المعروفين في هذا العصر، وفي أدبه حظ الطبع أكثر كما تجدون من خلال مطالعة كتابه المذكور أعلاه والمقالات المنشورة في المجلات والصحف وله شخصية متسمة بصفاء القلب والروح، وجم التواضع، ورقة الشعور، وكريم الأخلاق.

حينما قرأت هذا الكتاب،فاض قلبي له بالاعتراف بالجميل والدعاء والثناء على المؤلف مما دبج يراعه وأحسن وأجاد، فأقدم اليكم ما اقتطفت من ثمار يانعة جنية وهي كما يلي:

كتب تحت عنوان”العبقرية”: “إن العبقرية لا تورث، وإن العظمة لا تتوقف على الذكاء والذاكرة، وأن المنزلة الرفيعة لا ينالها إلا من يحدد الهدف، ويبذل الجهد، ويصب العرق، ويسهر الليالي، ويحب التأمل، وينقطع إلى الدراسة، ويفكر تفكيرًا عميقًا فيما يدرسه ويتابع متابعة دقيقة ما يقرأه، ويكرس نشاطه على ما يهدف إليه، ولا يخجل عن توجيه الأسئلة فيما لا يعرفه، ويتخلص من الاختلاط الكثير بالأصدقاء والمعارف فضلاً عن التجول في الشوارع والأسواق، ولا يضيع وقته في أمور لا تجديه ولا تنفعه، ويعيش مع أفكاره وتأملاته وأهدافه، لا مع ألعابه وأهوائه وأصدقائه”.

وكتب تحت عنوان “الفراغ”: “الفراغ الذي هو رأس الفساد، وباب المعاصي والذنوب، وبه يضل الطفل الطريق، ويقع في أيدي رجال الهدم والتخريب، ويتسنى له أن يقترف جريمة، ويرتكب معصية، ويأتي بأفعال مستكرهة، تتشوه بها سمعته، ويتندم عليها أبواه، ويلتصق بهما الخزي والعار”.

وهكذا وجه الطلاب الى مراعاة خمسة أمور ذات أهمية عظيمة قبل أن يقرؤوا كتابا.

وتحت عنوان “مشكلة الشباب” ركز عناية الشباب الى مشكلاتهم وهي اولا ” إن مشكلة الشباب اليوم أولاً تحديد الهدف وثانياً ملء الفراغ، فغياب أهداف واضحة دقيقة يوقع الشباب في العبثية، فيصاب بضغط نفسي وعصبي ويسقطه ذلك في مهاوي التردد والقلق”.

وكتب في العنوان الأخير وبلغ إلينا رسالة قيمة مهمة: ” فعليك ـ أيها الأخ نظرًا إلي طبيعتك هذه ـ أن تتحلى بما دعاك إليه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من التعاطف والتراحم والتعاون والتواصل لتستحق أن تسمى إنسانًا”.

وبالجملة! مع كل هذه الميزات لهذا الكتاب العزيز فإن كل مقالاته تدعو وتحفز إلى التأمل العميق والصراط القويم، وتغذي الفكرة، وتزود القارئين من الناشئة الجديدة بمعلومات جيدة مفيدة صحيحة، وترفع اللثام عن وثائق وحقائق مختلفة كبيرة في الحياة، فينبغي لنا أن نقرأ هذا الكتاب ونتعلم منه أسلوب الكتابة وطريقة التعبير الجميل.

×