المنهج السليم للدعوة الإسلامية
7 يوليو, 2018المسلمون يمرون بمرحلة الامتحان
7 أغسطس, 2018رائد القوم لا يكذب أهله
كانت كلمة “رائد القوم لا يكذب أهله” كلمة مهمة في حياة العرب، وبخاصة في مناسبات رحلاتهم؛ لأن أرضهم كانت مشتملة على مواقع متشابهة وغير متشابهة، وكانت رحلاتهم ذات أخطار وصعوبات، لم يكونوا يعرفون ماذا يواجهونه خلال سفرهم، وفي حالة إقامتهم خلال رحلاتهم؛ لأن الأرض لم تكن تحت تنظيم محكم وسيطرة مشرفة، فلم تكن في سلم وسلام، ولم يكونوا يملكون قوة منظمة، فكانوا على سبيل احتياط وحذر في رحلاتهم وأسفارهم، فكانوا يرسلون واحداً أو أكثر منهم ليطلع على أحوال ما سيمرون عليه من المواضع والأحوال، ليكونوا على أهبة لمواجهتها لحفظ أنفسهم من صعوباتها، وهو يلقب بـ” الرائد” وهو يكون عارفاً لما يمرون به من المكان، وكان يجب أن يكون هذا المرسل ماهراً واسعاً في معرفة تلك المواضع التي يسافرون فيها، فقيل “رائد القوم لا يكذب أهله” .
ثم ترقت الحياة، وتنوعت الوسائل، وأصبحت الرحلات متميزة في كل مكان بسبب تمهيد الطرق والمراكب الجوية والبرية،وبذلك تغيرت حاجة معرفة الأحوال المستقبلة للمفتقرين للسفر إلى لمواضع البعيدة والقريبة، فأصبحت السفريات الراقية،وكذلك الصحف اليومية الحرة في منشوراتها المستخدمة لأحوال المواضع المختلفة للبلاد،وعمت القراءة لها وترقى ذلك، وأصبح الناس يستطلعون أخبار كل مكان، وتوسع الأمر حتى توسع ذلك مزيداً من التوسع في استخدام الانترنت، وأصبحا ينوبان مناب رائد القوم، ولكن المضرة التي رافقت ذلك أن الناس أصبحوا اليوم لا يستخدمونها إلا في إمتاع أنفسهم سواء كانت كذباً أو دعاية غير لائقة، و سواء كانت ضارة لمصلحة الآخرين، فإذا استخدمناهما كالرائد فإن رائد القوم هذا لا يراعي الكذب والصدق، وتصبح الجملة “رائد القوم لا يكذب أهله” جملة أدبية.
وإذا اطلعنا إلى المعنى الحقيقي في داخل هذه الجملة وجدنا أنها جملة أدبية علمية، وذلك لأن كثيراً ما يرد من أخبار هذا الرائد قلما يتفق مع الصدق، وبذلك أصبح المعروض منها غير ما في حقيقتها، ونحن حين نستعرض ما ينشر في صحف اليوم لا نتوصل إلى الواقع الحقيقي، ولكن يوجد رجال من أصحاب الصدق والعدالة من أصحاب الصحافة يلتزمون صدق القول والخير، وصحيفتنا “الرائد” منهم، فقد قامت بالريادة الصالحة، ولا تزال وقد مرت على إنشائها ما يقرب من ستين سنة، ولا تزال عاملة بالصدق، رائد الحق والضعفاء في منشوراتها، وهو رائد حقاً لا يكذب.
محمد الرابع الحسني الندوي