العلاّمة المحقّق أبو محفوظ الكريم المعصومي(1931-2009م) كما عرفته

البروفيسور نجيب أشرف الندوي
19 سبتمبر, 2023
وفاة الشيخ محمد شاهد السهارنفوري
31 أكتوبر, 2023

العلاّمة المحقّق أبو محفوظ الكريم المعصومي(1931-2009م) كما عرفته

كتبه/ د. أبو سحبان روح القدس الندوي

لا غرو أن الأستاذ العلامة أبا محفوظ الكريم المعصومي أحد كبار المحققين وفحول الأدباء الباحثين والشعراء المفلقين، وأضراب العلماء السابقين، يساجلهم منقبة وقدرا وإن تأخر عنهم طبقة وعصراً، برّز في العربية عالماً وأديباً وكاتباً وشاعراً مع تضلعه من اللغات الفارسية والأردية والإنجليزية، وقد جمع الله في شخصه الفذ محاسن الفضائل وأحاسن الفواضل بصنوفها الجمة، خدم العلوم الإسلامية خاصة التفسير والحديث والتاريخ.

ومن جرّاء ذلك أثنى عليه جهابذة المحققين المعاصرين كالميمني علامة شبه القارة الهندية وحمد الجاسر علامة الجزيرة العربية واعترفوا بنبوغه في العلم والأدب وعلو كعبه في مجال البحث والتحقيق، قلما وُجد له نظير في الأعلام من أبناء جيله، قرأ كثيراً وجمع علمًا جمًّا وكتب وألّف وحقّق وصحّح وناقش واستدرك وترجم كنوزا كثيرة من اللغتين الأردية والفارسية إلى العربية، ووقف على نوادر المخطوطات في مكتبات الهند الزاخرة العامرة الغامرة، واطلع على خبايا زواياها وأخرج من بطونها شوارد الفرائد وأوابد اللطائف، أما نثره فرفيع رائق وأما شعره فرقيق فائق.

لا جرم أنه نابغة العلم والأدب ومن أفذاذ الرجال، يُعدُّ من روّاد التيار العلمي المنهجي الحديث المتبع، جمع بين الأصالة والإبداع والتدقيق والتنميق والبحث والتحقيق، وإنه لا يرى في مضمار العلم والبحث التقليدَ والجمودَ، جمع بين رزانة القديم وجزالته وروعة الحديث وسلاسته، فأسلوبه علمي رزين رشيق، وكل بحث من بحوثه يضيف شيئاً جديداً إلى العلم وهو إما يكشف عن مجهول أو يصحِّح أوهاماً وأغاليطَ أو يوضح غوامضَ أو يبرز حقائقَ لم تُكشف أو يحل عقداً لم تنحل.

فمنهجه عالٍ جدًّا، يمتاز بالاستقصاء في جمع المعلومات وشدَّة التَّحرِّي والتمحيص ودقّة الموازنة والدراسة والتحليل.

وإنه توفّر على العلم للعلم وحده غير مبتغ جزاء ولا شكوراً، وتحلّى بالتواضع والبساطة والجدية والرسوخ في العلم والتبحر فيه متنزهًا عن الشهرة وحبّ الظهور والرئاسة، جاءت إليه المناصب والتقديرات والجوائز بحذافيرها راغمةً وهو زاهدٌ فيها غير مكترث لها.

وإنني جِدُّ سعيد لتوفيقي الكتابة حول حياته وآثاره العلمية والأدبية مع اعترافي بقلّة البضاعة وقصور الباع، وبنعمة الله وفضله تتم الصالحات، وتتحقق الآمال.

وما توفيقي إلا بالله.

×