كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ

أَكثِروا ذِكْرَ هاذِمِ اللَّذّاتِ يعني الموت
23 مايو, 2021
الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
26 يوليو, 2021

كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ: “أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ، وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي، وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ.

تخريج الحديث: أخرجه أحمد في المسند برقم:21415 وابن حبان (449)، والطبراني في “الأوسط” (7735)، وفي “الدعاء” (1648) والنسائي في “عمل اليوم والليلة” (354)، وأخرجه البزار في “مسنده” (3966)، والطبراني في “الكبير” (1648).

شرح الحديث: ما أحسن هذه الوصايا النبوية وأعلاها وأدناها إلى السعادة والخير والكرامة ورضا الله عزوجل وحسنتى الدنيا والآخرة:

الأولى منها: حب المساكين والدنو منهم، وذلك أقرب إلى التواضع ورقة القلب والإيمان وأبعد من البطر والأشر والكبر وحب الدنيا وزخرفها وفيه جبر وتطييب لقلوب الفقراء والمساكين من المؤمنين وهو أحرى أن يحشر معهم يوم القيامة ويدخل الجنة قبل الأغنياء كما صح في الأحاديث.

الثانية: النظر إلى من دونه في المال والجاه والجمال وأسباب الحياة ووسائل الراحة والنعيم، وذلك أبعث على الشكر وتقدير نعم الله تعالى وأجدر بالفرح والسرور والسعادة والبهجة، وأبعد من الكفران والجحود وازدراء النعم الإلهية واحتقار المواهب الربانية.

الثالثة: صلة الرحم وإن كان صاحبها قاطعا كاشحا مدبرا وهو أجلب للبركة واليمن والسعة في الرزق والصحة والعمر وأحرى بنيل رضا الرحمن خالق الأرحام وجاعلها ذات قدر وشأن.

الرابعة: أن لا يسأل أحدا شيئا لأن فيه غنى وعزة وتعففا وكرامة وفي السؤال ذلة ومهانة وخسة والسؤال من الخلق يؤدي إلى غضبهم ومقتهم ونفورهم وابتعادهم بينما الدعاء والسؤال من الله تعالى يقرب العبد إلى رضاه ومحبته وعطائه وفتحه لأبواب الخير عليه.

الخامسة: قول الحق وإن كان مرا لأن فيه أداء للأمانة وتبليغا للرسالة وبراءة من الذمة وخلوا من العهدة وهو أفضل الجهاد وأبلغ القوة وأعزم الأمر.

السادسة: عدم الخوف من الملام والعذل والعار في الله تعالى فإن رضا الخلق غاية لا تدرك، وهم لا يغنون من الله شيئا ولا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.

السابعة: الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، لأن فيه توكلا على العزيز القوي المتين ذي العرش العظيم مالك الخزائن وثقة به وتفويض الأمور إليه وتسليما له وتخليا من الاغترار بالنفس والاعتماد على الخلق.

(عبد الرشيد الندوي)

×