مسئولية الأمة الإسلامية

مسئولية الدعوة والهداية إلى الحق
27 أكتوبر, 2022
حاجة العالم الإسلامي
26 ديسمبر, 2022

مسئولية الأمة الإسلامية

الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي

أهم مسئولية للأمة الإسلامية ومن أهم واجباتها،هو الاهتمام والسعي لإصلاح الآخرين، ومحاولة توجيههم إلى الدين الحق، قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” [الأنفال:73] فالمحاولة في إصلاح العالم كله جعلت من مسئوليات هؤلاء المسلمين، وبذلك يحصل لهم أن يطلعوا على أعمال مختلف الشعوب والأجناس، وما يصدر منهم عند اطلاعهم على ما سمعوا أو عرفوا من الدعوة إلى الحق والخير دينيًا وخلقيًا بعد ظهور خير الإسلام وفضيلته باختلاطهم بالمسلمين عن طريق قيامهم بأداء هذه المسئولية للدعوة، وعلى هذا الأساس يصبح المسلمون شهداء على الناس بما رأوه ووجدوه في الناس يوم القيامة، وليست هذه الميزة الكبيرة التي وهبها الله تعالى لهم وذكرها بالوسطية،رمزًا لهم للفخر والاعتزاز؛ بل هي مسئولية عظيمة عليها، ومسئوليتها العظيمة هذه هي نصح الناس أجمعين وأداء فريضة الشهادة عليهم عند الله تعالى.

ولذلك كان لابد لهذه الأمة أن تجعل دورها وعملها موافقًا للمستوى الذي يجعلها مستحقة لهذه المكانة العالية والدرجة الرفيعة، ولأجل ذلك ذكر الله تعالى في ختام الآية: “تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ” [آل عمران:110] قوله: “وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ” [آل عمران:110].

لقد ألقيت على المسلمين مسئولية تبليغ الدين الحق، وبذلك سيؤدون مسئولية الشهادة على الأمم يوم القيامة، ولابد لهم من الاستعداد لتحقيق مقتضيات هذه المسئولية المفوضة، ومن الصلاحيات والاستعدادات لها صلاحية العلم ومعرفة أحوال الناس، ومقتضيات العمل فيهم، وبذلك يستطيعون توجيه الإنسان توجيهًا سلوكيًا وعقليًا، ويجب في ذلك أن يقدموا نموذجًا وأسوة حسنة لهم من سيرة أنفسهم وسلوكهم مما يتناسب مع كونهم أمة وسطًا، والحجر الأساسي فيه هي العبودية لله تعالى وطاعته، وعلى كل فإن الأمر مقرون بالمحاولات والمساعي الممكنة لإظهار المثل العليا للحق والإنصاف والخير والصلاح في المجتمع البشري والدعوة إليها،وبهذه الخصائص العالية قامت الأمة الإسلامية بدور رائع، وأدت مسئولية كبيرة في هذا السبيل، كما أثبتت في مجال العلم صلاحيتها العبقرية وعملها غير العادي، فصارت الأمة في وقت قصير جدًا أستاذة ومعلمة للأمم الأخرى، وبقي لهم ذلك عدة قرون أدت فيها إلى حد كبير متطلبات كونها أمة وسطًا ومقتضياتها.

×