إن الوضع الراهن يقتضي أن ينمو في المسلمين شعور وفهم للوضع المفروض عليهم من الخارج ليفهموا الأعداء والأصدقاء، ويميزوا بينهم ويحلوا مشاكلهم بأنفسهم؛ لا بالاعتماد على من يسبب مشاكلهم، فإنهم أمة عالمية ذات مواهب وذخائر طبيعية، ومواقع استراتيجية تستطيع أن تؤثر على السياسة العالمية والحركة العالمية، وإنهم عنصر لا يستغني عنه، وإنهم يملكون دينًا كاملاً ونظامًا شاملاً للحياة، وإذا تصاعد هذا الشعور واقترنت بها قوة الإرادة، وحرية العمل، والاستقلالية، تغيرت حالتهم، وتصبح هذه المحن منطلقًا إلى مستقبل أفضل، وقد قال عز وجل: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” [البقرة:143].
(الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي)