أهمية العلم النافع والتحذير من العلم الضار

آداب الصوم
16 أبريل, 2022
حب المصطفى صلى الله عليه وسلم من لوازم الإيمان
26 يونيو, 2022

أهمية العلم النافع والتحذير من العلم الضار

عبد الرشيد الندوي

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ مِنَ الأربعِ: مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ، ومِن قلبٍ لا يَخشَعُ، ومِن نفْسٍ لا تَشبَعُ، ومِن دُعاءٍ لا يُسمَعُ.

تخريج الحديث: أخرجه أبو داود (1548)، والنسائي (5467)، وابن ماجه (250)، وأحمد (8488).

شرح الحديث: إن هذا الحديث الشريف قد روي من عدة أسانيد صحيحة وحسنة فقد روي عن جابر وأنس وزيد بن ارقم وابي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم، فينبغي ان نتأمل فيه ونتعوذ بالله من هذه الأربع التي كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يتعوذ منها ونحذر منها ونجد في الهرب منها، فأولها: علم لا ينفع، أي لا ينتفع به صاحبه ولا ينفع به الناس، لا يستعين به على تهذيب الأخلاق وتزكية النفس وتنمية الفضائل ولا يخشى الله فيه ولا يعمل به فهذا العلم وإن كان في نفسه نافعا صحيحا إلا أن صاحبه لم ينتفع به فهو يعود وبالا عليه وحجة كما جاء في الحديث الصحيح أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة رجال…و ذكر منهم العالم المرائي. وكما أشار القرآن إلى هذا النوع من الناس بقوله “واتل عليهم نبأ الذي آتينا آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه أو تتركه يلهث” وقد يكون بعض العلم في نفسه غير نافع ومثلوه بعلم النجوم والتكهن والسحر فهذا كله داخل في الاستعاذة النبوية، وعلى كل فيجب على المؤمن أن يلتمس العلم النافع ويفر من العلم الذي لا ينفع وقد روي عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه مرفوعا: سَلوا اللهَ عِلمًا نافعًا وتعَوَّذوا باللهِ مِن علمٍ لا ينفعُ. أخرجه ابن ماجه (3843).

و ثانيها: قلب لا يخشع وهو القلب القاسي كالحجارة او أشد قسوة، وخشوع القلب يكون بقراءة القرآن الكريم والتدبر فيه، ومجالسة أهل الخشوع من عباد الله الصالحين، واستحضار عظمة الله وجلاله وكبريائه وتذكر الآخرة وهولها وشدتها.

و ثالثها: نفس لا تشبع أي من نفس حريصة شرهة على الدنيا وحطامها طماعة في المال والشرف فهي لا تشبع من أي مقدار من الدنيا ولا تزال لاهثة وراءها كالكلب، فصاحبها عبد الدينار والدرهم إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض.

و رابعها: دعا لا يسمع أي لا يقبل عند الله من أجل أنه من قلب غافل لاه ساه او من أجل أن صاحبه يطعم الحرام ويشرب الحرام ويلبس الحرام او من أجل سبب آخر.

أعاذنا الله تعالى من هؤلاء الأربع ورزقنا علما نافعا وقلبا خاشعا ونفسا مطمئنة راضية ودعاء مسموعا. آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

×