عبد الرشيد الندوي

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّ ‌شَرَّ ‌النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ”.

تخريج الحديث: أخرجه البخاري (7179)، ومسلم (2526)، والترمذي (2025)، وابن حبان (5754).

وعن عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “ائْذَنُوا لَهُ فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ، أَوْ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ فَقَالَ: ” أَيْ عَائِشَةُ، ‌شَرُّ ‌النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ، أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ، اتِّقَاءَ فُحْشِهِ”.

تخريج الحديث: أخرجه البخاري في “صحيحه” (6054) و(6131)، وفي “الأدب المفرد” (1311)، ومسلم (2591) (73)، وأبو داود (4791)، والترمذي (1996)، وابن حبان (4538).

وعن سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من ‌أشر ‌الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها”.

تخريج الحديث: أخرجه مسلم برقم (1437)، والبيهقي في “السنن” 7/193-194، وفي “الشعب” (5231)، وأبو داود (4870)

وعن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس، فقال: “ألا أخبركم بخيركم من شركم؟ ” قال: فسكتوا، فقال ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: يا نبي الله، أخبرنا بخيرنا من شرنا، قال: ” خيركم من يرجى خيره، ويؤمن شره، وشركم من ‌لا ‌يرجى ‌خيره، ولا يؤمن شره”.

تخريج الحديث: أخرجه الترمذي (2263) وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن حبان (527) و(528)، والبيهقي في “شعب الإيمان” (11268)

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس، فقال: “ألا أحدثكم بخير الناس منزلة؟” فقالوا: بلى يا رسول الله، قال: “رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله، حتى يموت أو يقتل، أفأخبركم بالذي يليه؟” قالوا: نعم يا رسول الله، قال: “امرؤ معتزل في شعب، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس، أفأخبركم بشر الناس منزلة؟” قالوا: نعم يا رسول الله، قال: “‌الذي ‌يسأل ‌بالله ولا يعطي به”.

تخريج الحديث: أخرجه البيهقي في “شعب الإيمان” (3539)

وابن حبان (604)، والطبراني (10767) والترمذي (1652) والدارمي (2395) والطيالسي (2661).

شرح الأحاديث: لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشر، وبين لنا تلك الخصال السيئة والأخلاق الرديئة والخلال الذميمة التي تؤدي بنا إلى الشر، ونهبط بسببها من قمة عباد الله الأخيار، إلى درك الفجار الأشرار، وقعر المذلة والصغار، فلنهرب كل الهرب من هذه الأفعال الخبيثة الفاحشة: النميمة، والمشي بالوجهين، والفحش، والبذاء، وإطالة اللسان على عباد الله، والتطاول عليهم، والأكل بكتاب الله، وطلب اليسير الفاني من متاع الدنيا، والبخل وقلة الخير، والشح.