الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم

كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ
6 يونيو, 2021
فضل المجاهد في سبيل الله
17 أغسطس, 2021

الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم

عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهن حلاوةَ الإسلامِ: من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، ومن أحب المرءَ لا يحبه إلا لله ومن يكره أن يرجعَ إلى الكفرِ كما يكره أن يُلقى في النارِ.

تخريج الحديث: أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43)، والترمذي (2624)، وابن ماجه (4033)، والنسائي (4989) وأحمد (12021)

شرح الحديث: إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى له لذة لا تعدلها لذة وحلاوة تفوق حلاوة أطايب الطعام والشراب كما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه، “الداء والدواء”: ص 121.

“فإن طيب النفس، وسرور القلب، وفرحه ولذته وابتهاجه وطمأنينته وانشراحه ونوره وسعته…. هو النعيم على الحقيقة، ولا نسبة لنعيم البدن إليه.فقد كان يقول بعض من ذاق هذه اللذة(و هو الإمام ابراهيم بن أدهم رحمه الله): لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.

وقال آخر: إنه ليمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب.

وقال آخر: إن في الدنيا جنة هي في الدنيا كالجنة في الآخرة، فمن دخلها دخل تلك الجنة، ومن لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة” انتهى ويقول في ص 77 من نفس الكتاب: فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه، واشتياقا إليه، وارتياحا بحبه، وطمأنينة بذكره؟ حتى يقول بعضهم في حال نزعه: واطرباه.

ويقول الآخر: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها، وما ذاقوا أطيب ما فيها. انتهى إذا وجد الانسان حلاوة الإيمان وذاق لذة اليقين فإنه يهزأ بجميع اللذات ويسخر من أنواع النعيم والمسرات ولكن كيف السبيل إلى هذه اللذة؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى ذلك ويقول: إن أردتم أن تنالوا هذه اللذة أيها الناس فعليكم بمحبة الله سبحانه وتعالى وينبغي أن يكون الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم أحب عندكم وأجل في قلوبكم من كل من سواهما، ومن علامة ذلك تقديم أوامر الله تعالى وأحكامه وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم على جميع الشهوات والرغبات والملذات والحاجات والمطالب، وينبغي أن يتعدى هذا الحب إلى حب المخلوقات فلا يحب العبد أي مخلوق إلا من أجل حب الله سبحانه وتعالى ولا يبغض أحدا الا لأجل الله سبحانه وتعالى، والثالثة صفة سلبية وهي أن يكره العبد الكفر والنفاق والمعاصي كلها ويراها أشد وأكره وأحرق من النار.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد الرشيد الندوي

×