يا أمة الإسلام

الشعر ديوان العرب
23 ديسمبر, 2021
المرجعية الدينية في الأعمال الأدبية (رواية غصن أعوج للروائي القطري أحمد عبد الملك نموذجا) (1)
2 أغسطس, 2022

يا أمة الإسلام

عادل محمود السامرائي

قف بالديار الخاليات بمعزل

واذرف دموعك فوق رسم المنزل

واسمع غراب البين ينعق باكيًا

من بعدما انصرمت لُحونُ البلبل

واسأل عن الأظعان أين تحملوا

وسروا كرامًا في الظلام المسدل

فلقد جفوك اليوم بعد تواصل

وذروك مفؤودًا بيوم ترحل

ومن المرارة جرعوك وإنها

لأمرّ طعمًا من مذاق الحنظل

والله يدري ما المضاجع والكرى

والهم إذ يغشى القريع بأكمل

دهماء عابسة يجن جنونها

صبت على قلبي الهموم لتبتلي

جثمت محملة الهموم ثقيلة

وتعصمت زلفًا ولم تتحول

فظللت الثكلى أنوح مولولا

وضمرت من طول السهاد وحق لي

هلا تنام العين ملء جفونها

ومضاجعي جمر تلسّع أيطلي؟

ولقد تجرعت المرارة علقما

وغصصت بالكأس المليء بسلسل

وتقضب النفس الشحيح وضيقت

حلق المريء بلقمة لم تؤكل

وجرت دموع العين مني صبوة

فبكيت حتى بل دمعي أسفلي

أقبل فما كفت عليك مدامع

كلاّ وما سكن النحيب لمعول

أنا هوينا واستهين بقدرنا

من بعد مجد متلد ومؤثل

أني تذكرت المواضي أمة

تهدى إلى العيش الهنيء الأفضل

وتبصر الفكر الملفّع بالعمى

وتضيء درب التائهين بمشعل

وتجوب أقطار البسيطة كلها

فتعج رعبًا من دوي الجحفل

فتسوق أعداء الحياة بذلة

خوف القواضب أو طوال الذبل

يا أمة الإسلام كفي ذا البكا

صبرًا جميلاً فهو خير معول

لا تيأسي كم من وضيع قد علا

من بعد ما نبذ الهوان ليعتلي

من كان يسعى بالعزائم جاهدًا

زفت إليه بشائر المستقبل

وإذا رأيت المجد أدبر ذاهبًا

فلكل غاد كرة فتأملي

إني رأيت البدر بعد محاقه

متكاملاً يبدو بيوم مقبل

×