حاجتنا إلى بروتوكول لمواجهة خطاب الكراهية

رمضان شهر الرحمة ومدرسة الأخلاق
2 أبريل, 2023
سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله تعالى
14 مايو, 2023

حاجتنا إلى بروتوكول لمواجهة خطاب الكراهية

فادي محمد الدحدوح

أضحى العالم الآن يعاني بفائض أكبر من خطاب الكراهية يضاهي في خطورته وانتشاره وباء كورونا وكما استطاع العالم تنظيم بروتوكول علاجي لمواجهة وباء كورونا، فهو بحاجة مماثلة لمواجهة وباء الكراهية الذي يزداد مع تزايد الأدوات المساعدة كالإعلام التفاعلي ومنصات التواصل الاجتماعي.

إن خطاب الكراهية في المجتمع وتعمق بذوره بين فئة الشباب تحديدا هو المنبع الرئيس لتعاظم الإرهاب والتطرف الفكري، وقد أضحى من الصعب تكميم تلك الأفواه التي تنشر بذور الكراهية في أوساط المجتمع بشكل كامل في ظل الفضاء الواسع والحرية غير المسبوقة، لذلك يجب تحصين أفراد المجتمع وفق منهجية قائمة على أساس الفكر الصحيح والتربية السليمة، وأهم وسائل التحصين هي تعزيز القيم الإنسانية المشتركة وأبرزها احترام الاختلاف والتعددية الفكرية ونشر ثقافة السلام الاجتماعي.

ولأن منصات وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أدواته أصبحت ذات تأثير واسع وملموس في عالمنا المعاصر ركبها العارف والجاهل المهني والدخيل كل منهم استغل هذا الوافد الجديد لنقل أفكاره ونشر تصوراته. وقد استفاد الشباب كغيره من الفئات الأخرى من الوافد الجديد. وأبحر في عالم السماوات المفتوحة ونقل عبرها أفكاره وتصوراته ورؤيته للعالم.

وخطاب الكراهية يراد به ما يكنه الإنسان من مشاعر البغض للآخر، وما يمارسه من استبعاد اجتماعي وإقصاء مع ا النظرة الدونية له فثقافة الكراهية تطلق ليعبر بها عن حالة تتجاوز المشاعر القلبية تجاه الآخر إلى الممارسات العملية المؤدية إلى تعنيفه والإضرار به، بسبب الاختلاف في الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين وهناك من يتوسع في استعمال هذا المصطلح على ما يقع من مشاعر قلبية تجاه الغير لأي من الأسباب المتقدمة ونحوها ولو لم يصاحب تلك المشاعر أذية له أو مساس بحرمته.

تتزايد معاناة المجتمعات بشكل عام من تصاعد خطاب الكراهية، وهي وإن اختلفت في حجمها ومستواها وحدتها من مجتمع إلى آخر إلا أنه يجمعها فكر واحد هو فكر التطرف والتشدد والانتصار للعرق أو المذهب والفكر وبث الحقد بين الآخرين والذي تحول في كثير من نتائجه إلى سلوكيات عدوانية وصلت إلى ترويع المجتمعات واستهداف الأمنين الأبرياء، بهدف زعزعة الاستقرار، وبث الرعب وصولا إلى أهداف ومقاصد متعددة.

وإزاء انتشار خطاب الكراهية بين مختلف فئات المجتمع فقد أصبحت هناك ضرورة لكشف القناع عنها، وبذل الجهود للتصدي لهذا الخطاب ومعالجته بشكل منهجي ووفق خطة متكاملة وعبر تضافر جهود وتعاون مشترك.

وفي خضم هذه الظاهرة تجد هناك جهودا تبذل وسياسات توضع وأفكارا تناقش لمواجهة خطاب الكراهية إلا أنه ظهر واضحا حاليا أن هذه الجهود لن تكون كافية لوحدها وأن على كافة الجهات المعنية بالمجتمع بدءًا من المؤسسات التربوية والدينية أن تعمل بعزم وحزم، يذكون الوعي العام بضرورة مكافحة خطاب الكراهية وتعريته من مبرراته الواهية.

ويبقى الركن الركين في المشهد وهو دعوة صانعي السياسات إلى اتخاذ إجراءات ملموسة ضده مرتكبي جرائم نشر خطاب الكراهية فمن لا يرتدع بناموس الأخلاق، تردعه ولا شك القوانين الرادعة.

×