طفرة في كراهية الأجانب تجتاح العالم تزامناً مع جائحة كورونا

عودة “آيا صوفيا” بين الموقف الفقهي والأخلاقي
30 يوليو, 2020
فن البقاء
30 يوليو, 2020

طفرة في كراهية الأجانب تجتاح العالم تزامناً مع جائحة كورونا

أثار وباء فيروس كورونا المميت موجة من رهاب الأجانب وخطاب الكراهية في جميع أنحاء العالم، فتصاعدت الهجمات ذات الصلة بـ”كوفيد-19″ ضد المسلمين وحدثت طفرة في مشاعر كره الأجانب في الآونة الأخيرة.

وبينما يكافح العالم لمواجهة وباء كورونا القاتل، يهدد ارتفاع كره الأجانب العديد من المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم، ولذلك حذرت الأمم المتحدة من تسونامي من الكراهية العامة وكراهية الأجانب بصفة خاصة، ككبش فداء للذعر الذي أثاره وباء كورونا.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى “بذل جهود شاملة لإنهاء خطاب الكراهية على مستوى العالم”، وقال الأمين العام للأمم المتحدة: إن المشاعر المعادية للأجانب و”الإسلاموفوبيا” قد ارتفعت على الإنترنت وفي الشوارع، وانتشرت نظريات المؤامرة، تزامناً مع “كوفيد-19″، وقال جوتيريش: إن المهاجرين واللاجئين تعرضوا للتشهير واتهموا بأنهم مصدر للفيروس، ومن ثم حرموا من الحصول على العلاج الطبي.

وأضاف جوتيريش: مع وجود كبار السن من بين أكثر الفئات ضعفاً، ظهرت سلوكيات مهينة تشير إلى أنهم هم أيضاً الأكثر استهلاكاً، ويتم أيضاً استهداف الصحفيين والمراسلين والمهنيين الصحيين وعمال الإغاثة والمدافعين عن حقوق الإنسان لمجرد القيام بعملهم.

وطالب جوتيريش القادة السياسيين بإظهار التضامن مع جميع الناس والمؤسسات التعليمية للتركيز على “محو الأمية الرقمية” في وقت يسعى المتطرفون للاستغناء عن الجماهير الفقيرة واليائسة.

ودعا وسائل الإعلام، وخاصة وسائل الإعلام الاجتماعية، إلى إزالة المحتوى العنصري وكراهية النساء وغير ذلك من المحتويات الضارة، ودعا المجتمع المدني لتعزيز تواصله مع الضعفاء، ودعا الشخصيات الدينية لأن تكون بمثابة “نماذج للاحترام المتبادل”.

وقال جوتيريش: أطلب من الجميع، في كل مكان، الوقوف ضد الكراهية، ومعاملة بعضهم بعضاً بكرامة واغتنام كل فرصة لنشر اللطف، وشدد الأمين العام على أن “كوفيد-19” لا يهمه من نحن، ولا أين نعيش، ولا ما نؤمن فهو لا يميز بين البشر.

وأضاف بأن “كوفيد-19” أزمة بشرية تتحول بسرعة إلى أزمة لحقوق الإنسان، وأن ذلك الوباء سبب آثاراً غير متناسبة على مجتمعات معينة، وشهد ظهوراً لخطاب الكراهية، واستهدافاً للفئات الضعيفة، ومخاطر تتمثل في الاستجابات الأمنية القاسية التي تقوض الاستجابات الصحية.

ومنذ بداية الوباء، يتعرض الناس من أصول شرق آسيوية وجنوب شرق آسيوية حول العالم إلى ما يسمى “صينوفوبيا” (Sinophobia/ كراهية الصينيين)، فمع انتشار الوباء، تم الإبلاغ عن العديد من الهجمات العنصرية ضد الآسيويين. ووفقًا لتقرير صادر عن معهد أبحاث الشبكات المعدية في أبريل الماضي، الذي يدرس انتشار الكراهية عبر الإنترنت تجاه الآسيويين خلال الوباء، أو كراهية الصين على الإنترنت، فإن جرائم الكراهية ضد الصينيين في ازدياد.

وقال تقرير معهد أبحاث الشبكات المعدية: إن ترويج الكراهية قد يكون بمثابة مصدر للتضليل والدعاية خلال فترات عدم الاستقرار، فمنذ ظهور الفيروس في ووهان في بداية يناير، أدت المعلومات الخاطئة إلى انتشاره، وركزت بعض المعلومات الخاطئة علي الانحياز ضد عادات الأكل الصينية، وتم استخدامها لتغذية الصور النمطية العنصرية.

وشكا الأفارقة أيضاً من تعرضهم للعنصرية في الصين بشكل متزامن مع الوباء، ففي أبريل، ألقى الصينيون باللوم على العديد من الأفارقة بالتسبب في الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا الجديد ومن ثم تعرضوا للتمييز، ويقول الأفارقة في مدينة قوانجتشو بجنوب الصين: إنهم أصبحوا هدفاً للاشتباه وتعرضوا لعمليات الإخلاء القسري والحجر التعسفي واختبارات فيروسات كورونا الشامل، خاصة مع تصعيد بكين لمعركتها ضد الإصابات المستوردة، واندلعت توترات بين الشرطة والأفارقة بعد أن أعلن المسؤولون المحليون عن مجموعة من حالات “كوفيد-19” في حي به عدد كبير من المهاجرين.

المصدر: “Daily Sabah”.

 

(جمال خطاب)

×