متى نفكّر في إيمان النشء الجديد وعقيدته؟

البلاد تتجه إلى صراع سياسي
14 سبتمبر, 2020
العلامة السيد سليمان الندوي رحمه الله
14 سبتمبر, 2020

متى نفكّر في إيمان النشء الجديد وعقيدته؟

أنتم ترون أن النشء الجديد منغمس في الجوالات ويستخدمها للألعاب والأفلام الخليعة والأغاني الماجنة والصور المهيجة للشر والفساد والفيديوهات غير اللائقة وكل ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين،يقضون أوقاته طول النهار في هذه الأشياء ويسهرون طول الليل غارقين فيها ويُفنون شبابهم وقدراتهم العلمية ومؤهلاتهم وكفاءاتهم المكنونة في “إنترنيت” ويضيّعون فرصهم الذهبية في مثل هذه الألعاب، وهذه الألعاب مهلكة للنفوس مهلكة للأسر والبيوت، مهلكة للأموال،مهلكة للأوقات، مهلكة للمستقبل، يجب على المسلمين أن يجنبّوا أولادهم منها لأن الأنباء أفادت أن ولداً قتل أباه بسبب هذا اللعب (PUBG) وضربه بالسيف ثم قطعه في أجزاء تقطيعاً وهذه الحادثة وقعت في بنغلور بتاريخ 30/6/2020م وجاء خبره في صحيفة محلية.

نرى أن الأطفال الصغار يشتغلون بمثل هذه الألعاب وينغمسون فيها إلى حدّ أنهم لا يعرفون ما يحدث حولهم، والجيل المسلم الجديد يدرسون في مدارس كانوينت ونرسري وآباءهم هم الذين يبعثونهم إلى هذه المدارس والروضات ويفتخرون بذلك وهذه المدارس العصرية تغيرت مقرراتها الدراسية ومناهجها التعليمية أيضاً فسوف تدرّسهم كتباً فيها عقائد أهل الشرك وذكر جميع أعيادهم وتقاليدهم الوثنية وأخرج منها تاريخ البلاد والمسلمين ومآثرهم وتاريخ إسهام المسلمين في تحرير البلاد،وتحتوي على عقائد الشرك وتخالف عقيدة المسلمين تماماً كأن القارئ يقول بأنني أعبد هذه الأرض وأسجد لها، حينما سمع العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي أن الحكومة تجبر على قراءة الأنشودة (وندى ماترم) في زمن حزب المؤتمر الوطني عام 1997م تقريباً قال إني لا أسمح أبداً بأن يقرأ الطالب المسلم هذه الأنشودة وإذا أجبرت الحكومة عليها فأقول للمسلمين جميعاً بأن يُخرجوا أولادهم وطلاّبهم من هذه المدارس والكليات.

فيجب على المسلمين أن يهتمّوا بتعليم أولادهم وبناتهم وتربيتهم الدينية ويُدخلوهم في الصغر في الكتاتيب الإسلامية والمدارس الدينية وأن يكون التعليم المبدئي والأساسي تعليماً دينياً حتى يبقى دينهم وإيمانهم لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر ولا يمكن لأحد أن يسلب دينهم وعقيدتهم ونفكر في ذلك أكثر مما فكرنا من قبل ونعتني بهذا الجانب أكثر مما اعتنينا به في الماضي.

لأن الحكومة قررت سلب عقيدة المسلمين وإيمانهم لذلك لا تبيعوا دينكم وإيمانكم بعرض من الدنيا ولابد للمسلمين أن يطمئنوا قبل موتهم من الأولاد أن يكونوا باقين وقائمين على الإسلام وأن يأخذوا القرار والعهد كما أخذ العهد سيدنا يعقوب عليه السلام “أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” [البقرة:133].

لأن إيمان أولادنا في خطر للملاحدة الذين يريدون أن ينهبوا ويسلبوا هذه الثروة الإيمانية، وكذك خطة التعليم الجديدة أُخرِجت منها اللغة الأردية التي هي أساس التعليم الديني كأن الحكومة تعمل على ما قاله الشاعر أكبر إله آبادي على جريمة فرعون حينما يذبّح أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم فقال الشاعر المذكور: أسفاً على فرعون لماذا لم يؤسِّس مدارس حتى يدخل فيها الأطفال وتتغير أفكارهم وأذهانهم فلا يحتاج إلى قتل الأبناء وذبحهم ولا يكون مفتضحاً ولا يسئ سمعته ولا يكون أحد مخالفاً لفرعون.

(د/محمد وسيم الصديقي الندوي)

×