قضاء محكمة بومبائي العليا على جماعة التبليغ و ردفعل مسلمي الهند

المحكمة العليا تعاتب الحكومة المركزية على تقديم الإقرار الكتابي الكاذب بشأن جماعة الدعوة والتبليغ
22 أكتوبر, 2020
يشهد البلد احتجاجات على القوانين الزراعية منذ أكثر من شهر
9 يناير, 2021

قضاء محكمة بومبائي العليا على جماعة التبليغ و ردفعل مسلمي الهند

صدر الحكم مؤخراً في قضية المنتمين إلى جماعة التبليغ الذين تم تحميل المسؤولية عليهم عن تفشي وباء كورونا في أرجاء الهند، من قبل محكمة بومباي العليا مصرحاً أن “هذا الإجراء أعطى تحذيرًا غير مباشر للمسلمين الهنود من أنه يمكن اتخاذ إجراء بأي شكل أو أمر ضد المسلمين. وأشير إلى أنه حتى في حالة الاتصال بمسلمي الدول الأخرى، سيتم اتخاذ إجراءات ضدهم. وهكذا، فإن هناك رائحة خبث للإجراءات المتخذة ضد هؤلاء الأجانب والمسلمين بسبب أنشطتهم المزعومة. تعتبر الظروف مثل الحقد اعتبارات مهمة عند المطالبة بالإغاثة من إلغاء البلاغات الأولية والقضية نفسها، لذلك يتم إلغاء كافة القضايا عليهم”. كشف هذا الحكم النقاب عن وسائل الإعلام المعادية لمسلمي الهنود وتواطؤها مع السياسات المعادية لهم في البلاد إلى جانب تبرئة براءة جماعة التبليغ التي استهدفت بدافع ومشروع خفي للفت انتباه البلاد عن فشل الحكومة جراء احتواء فيروس كوفيد – 19″.

في ضوء ما جاء في قضاء المحكمة، طالبت جماعات إسلامية بارزة بسحب جميع القضايا المرفوعة ضد أعضاء التبليغ إثر حكم المحكمة العليا في بومباي على جماعة التبليغ ووصفته بأنه “تاريخي” وطالبت باعتذار غير مشروط والتعويضات الواجبة لضحايا التبليغ الأجانب الذين عانوا الكثير بسبب حملة الكراهية من بعض الجهات الموالية للحكومة الحالية وكبح وسائل الإعلام المعادية للإسلام والمجتمع الإسلامي في الهند. ورحبت المنظمات والهيئات المسلمة في الهند بالحكم، مضيفاً إن الحكم قد كشف عن التحيز والخبث لكل من الحكومة ووسائل الإعلام المطواعة.

وفي ضوء ما تقدم في الحكم الصادر يحسن للحكومة أن تسحب جميع القضايا المرفوعة ضد أعضاء التبليغ في عموم البلاد، وأن تندم على هذا الإجراء الذي اتخذته ضد الأجانب وأن تتخذ بعض الخطوات الإيجابية لإصلاح الضرر الذي حدث منه وبالإضافة إلى أنه يتعين على حكومة ولاية أوترابراديش أن تأخذ درسًا من هذا الحكم لأنها تعاملت مع أعضاء التبليغ الأجانب بشكل سيء للغاية وحتى الآن لا يزال الكثير منهم يقبعون في سجن نايني بمدينة الله أباد بولاية أترا براديش.

إن مجموعة القضاة لاحظوا بجدارة “أن سياسة الحكومة تحاول العثور على كبش فداء عندما يكون هناك جائحة أو كارثة وتظهر الظروف أن هناك احتمال أن يكون هؤلاء الأجانب قد تم اختيارهم لجعلهم كبش فداء”.

ففي ضوء هذا الحكم لا بد للحكومة أن تتخذ إجراءات تصحيحية لإنقاذ صورتها. وإن السلطات فشلت في إدراك التأثير السلبي لإجراءاتها على أعضاء التبليغ الأجانب الذين كان من المفترض أن يكونوا سفراء الهند. يا لها من تجربة سيئة وشعور سيئ تجاه الهند، سيأخذون معهم عندما يعودون إلى بلدانهم.

كما أكد الحكم على الدور الذي لعبه قسم من وسائل الإعلام والذي خلق بلا شك الخوف والريبة وكراهية الأجانب، حتى أن الكراهية التي صنعت على هذا النحو استفزت الحشد لمهاجمة الأبرياء في جميع أنحاء الهند، وتم استهداف المسلمين الأبرياء من المارة والباعة في الزقاق والحكم سيساعدهم في استعادة إيقانهم في العدل. فبدا إن ملاحظات القضاة هي ضربة للسياسات الطائفية التي أضرت بصورة الهند على الصعيد الدولي.

وقد أشار الحكم المكون من ثماني وخمسين صفحة إلى أن “سجل هذه المسألة والتقديمات التي وُجهت تظهر أن إجراءات الحكومة المركزية اتخذت بشكل أساسي ضد الأشخاص المسلمين الذين أتوا إلى مركز دلهي من أجل المشاركة في اجتماع التبليغ. ولم يتم اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الأجانب الآخرين ينتمون إلى ديانات أخرى.

 

الدكتور محمد أجمل

الأستاذ المساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية،جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي

×