شبح سفك الدماء البريئة

المسيرة من أجل اتحاد الهند
4 فبراير, 2023
الاتجاه المتزايد للتطرف مصدر للقلق
5 مارس, 2023

شبح سفك الدماء البريئة

صحيفة راشتريه سهارا الأردية

تعريب: سعد مبين الحق

تقول صحيفة “راشتريه سهارا” الأردية في افتتاحية عددها الصادر في 25/ يناير 2023م :

“ثارت ضجّة في الهند إثر صدور فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البرطانية (BBC) فنشطت الحكومة المركزية التي يرأسها المستر نريندرا مودي، بخيلها ورجلها لمواجهة هذا الفيلم الوثائقي -الذي يكشف القناع عن حقائق اضطرابات غجرات 2002م التي ذهب ضحيتها أكثر من خمسة آلاف من المسلمين.

وإن حزب المؤتمر ترنمول والأحزاب الأخرى، تثير تساءلات حول الإجراءات الحكومية، وإن هذا الفيلم الوثائقي الذي مدته 59 دقيقة بعنوان “India: The Modi Question” (الهند،سؤال مودي) قد عرض المراحل الابتدائية لحياة مودي في الحلقة الأولى التي نشرت في 17/يناير 2023م في بريطانيا،وادعى صانعو الفيلم بعرض القصة الحقيقية للاضطرابات الطائفية التي حدثت في غجرات عام 2002م، وأثار هذا الفيلم تساؤلات حول موقف حكومة مودي خلال اضطرابات غجرات.

وتجدر الإشارة إلى أنه في أعقاب اشتعال النيران في قطار سابارماتي بمحطة جودهرا بولاية غوجرات في 27 من فبراير عام 2002م، اندلعت أعمال عنف في جميع أنحاء الولاية، وبحسب الإحصائيات الرسمية قتل ما يقرب من ألفي شخص في هذه الاضطرابات، ووقعت حوادث اغتصاب جماعي لمسلمات، وأحرقت منازل المسلمين،بينما تقول الإحصائيات غير الرسمية والتقارير التي أعدتها المنظمات والجمعيات والوكالات الحرة ومنظمات حقوق الإنسان: “هناك أكثر من خمسة آلاف قتيل في هذه الاضطرابات، وكان غرضها طرد المسلمين من المناطق الهندوسية.

وقد فرضت الحكومة الهندية الحظر على عرض هذا الفيلم الوثائقي عبر مواقع يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي، ويدعى أريندام باكشي، المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية أن هذا الفيلم مجرد دعاية، وغرضه الإساءة إلى سمعة الحكومة والبلاد، وينقصه الموضوعية، ويدل على العقلية الاستعمارية، وبعد ذلك حظرت وزارة الإعلام في 21/ يناير عدة قنوات يوتيوب ومنعتها من عرض هذا الفيلم إلى جا نب إغلاق أكثر من خمسين حسابًا على تويتر.

والآن ثار جدل حول عرضه من قبل الاتحاد الطلابي في مختلف الجامعات، منعت إدارة جامعة جواهر لال نهرو من عرض الفيلم قائلة إنه يخل بالأمن، وهدّدت باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة إذا عرض هذا الفيلم في رحاب الجامعة، وكان قد نشر اتحاد الطلاب ملصقًا يعلن عن عرض الفيلم في الساعة التاسعة ليلا يوم الثلاثاء،وقبل ذلك نظمت مجموعة من طلاب جامعة حيدرآباد المركزية عرضًا لهذا الفيلم الوثائقي داخل الرحاب، شارك فيها أكثر من خمسين طالبًا، وبعد شكوى اتحاد (ABVP) الهندوسي تم اتخاذ إجراء تأديبي ضد هؤلاء الطلاب، وفي غضون ذلك تمَّ الإعلان عن عرض الفيلم في العديد من الكليات والجامعات في ولاية كيرالا.

ومما يستغرب أن حكومة مودي تدعي أنها أقوى الحكومات منذ الاستقلال، فلماذا تخاف من  “فيلم وثائقي” حتى اضطرت إلى فرض القوانين الطارئة، وبذلت كل ما في وسعها لحظره، الأمر الذي لا يقبله العقل!.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية أنها طلبت خلال صناعة الفيلم، من الحكومة الهندية بأن تقدم موقفها وتبدي رأيها بهذا الصدد،ولكن الحكومة لم ترد على ذلك، وحينما صدر الفيلم فرضت الحظر على عرضه، كان من الحق أن تتصرف الحكومة كحكومة ديمقراطية واعية، وتعالج هذه القضية بطريق حسن، وبشكل واضح، وتعرض وجهة نظرها، لكن منعت من عرض هذا الفيلم خوفًا، ويتجلى بهذه الإجراءات الطائشة أن الفيلم يشتمل على حقائق لم تر النور حتى الآن.

والمثير للدهشة أن الحقائق المماثلة المتعلقة بكشمير عرضت في فيلم “ملفات كشمير” حتى أن الحكومة قررت هذا الفيلم معفيًا عن الضرائب،وانكبت الأجهزة الحكومية كلها على إنجاح فيلم ملفات كشمير بأي طريق ،والآن يُمنع الهنود من مشاهدة فيلم وثائقي يشتمل على حقائق ثابتة توجد في ملفات وكالات تقصيِّ الحقائق حول العالم، ومن المسجل أيضًا أنه اتهم مودي كبير وزراء غجرات آنذاك بالتقصير في منع الاضطرابات كما نصحه أتل بهاري فاجبائي رئيس الوزراء آنذاك بأداء الواجب السياسي.

وقال الزعيم راهل غاندي “الحق سيف قاطع، لا يمكن إخفاء الحقيقة لمدة طويلة، حتى لو نجحت الحكومة في حظر هذا الفيلم الوثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية لن تتخلص من شبح سفك دماء الأبرياء في اضطرابات غجرات”.(صحيفة سهارا الأردية،يوم الأربعاء، 25،يناير 2023م)

×