الأستاذ محمد إسحق السنديلوي الندوي

فضيلة الشيخ العلامة حسنين محمد مخلوف (1890–1990م) وكتابه “كلمات القرآن تفسير وبيان”
7 أبريل, 2022
منهج الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في الفكر والدعوة (6)
18 يونيو, 2022

الأستاذ محمد إسحق السنديلوي الندوي

مبين أحمد الأعظمي الندوي

العالم الكبير، المصنف الشهير، المدير الثامن لدارالعلوم لندوة العلماء، الأستاذ محمد إسحاق الصديقي السنديلوي الندوي كان من أبرز الدعاة في شبه القارة الهندية. وكان يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين العلم والعمل، وبين الثقافة والسلوك، وفي جوفه قلب ينبض للإسلام، ويتألم على أحوال المسلمين، ويتحمس عند ما كان الأمر يتعلق بالإسلام. ومن مظاهر ذلك أنه تلقى تدريباً عسكريا بشكل منظم في ولاية “بهوفال” عملاً بأن “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”. وكان يتقن اللغة العربية والأردية والفارسية والإنجليزية أيما إتقانٍ. أما السلوكيات فكان له فيها حظ أوفر. بايع العالمَ الربانيَّ الشيخ أشرف علي التهانوي وأجازه العارف بالله الشيخ وصي الله الفتحفوري والدكتور عبدالحي العارفي رحمهم الله جميعاً.

مولده ومنشأه:

ولد في لكناؤ في 24 من صفر 1331ه المصادف في 12 من فبراير 1913م في أسرة مثقفة، وكان والده شرطياً. ولكنه فضّل أن يتعلم ابنه علوم الشريعة الإسلامية ويصبح عالماً للكتاب والسنة. فحقق الله أمنيته وبلّغه مرامه.

دراسته:

درس أولاً في المدرسة العالية الفرقانية في لكناؤ، ثم التحق بدارالعلوم لندوة العلماء، وتخرج فيها. ثم تعلم العلوم العصرية بشكل غير نظامي.

نشاطه التدريسي والأكاديمي في ندوة العلماء:

بعد أن فرغ من دراسته أصبح مدرساً في دارالعلوم لندوة العلماء عام 1354ه/1935م، يدرّس المواد الدينية من تفسير القرآن الكريم والحديث النبوي إلى جانب بعض العلوم العصرية مثل الاقتصاد والاجتماع. وقبل أن ينتقل إلى باكستان، قام أيضاً بتدريس صحيح البخاري لخمس سنوات، ويجيب عن بعض أسئلة يسألها العامة دارَالإفتاء والقضاء لندوة العلماء. عام 1963م أنشأ السيد أبوالحسن علي الحسني الندوي مؤسسة أكاديمية مهمة تسمى “مجمع البحوث والدراسات الشرعية”، من أجل النظر في القضايا الفقهية المعاصرة، فشغل منصب إدارته بعد الشيخ تقي الأميني. وصدرت بعض قرارات فقهية تحت إداراته بما فيها قرار يتعلق بالتأمين. كما أنه عمل رئيساً في “مجلس نشر الإسلام” الذي أسسه السيد أبو الحسن علي الحسني للدعوة إلى الإسلام. وبفضل جهوده قام المجلس بنشر خطب ورسالات في الهندية والإنكليزية نفعت كثيراً وقرّبت الناس إلى الإسلام.

انتقاله إلى باكستان:

امتثالاً لأمر الشيخ محمد يوسف البنوري، انتقل إلى باكستان عام 1390ه/1970م، وبدأ يعمل في الجامعة الإسلامية في بنوري تاون، وأصبح فيها مشرفاً لقسم التخصص في الفقه، ثم رئيسًا لقسم الدعوة والإرشاد فيها. ثم أصبح فيما بعد عضوًا في “مجلس الدعوة والتحقيق” الذي أنشأه الشيخ محمد يوسف البنوري.

مؤلفاته:

ترك وراءه العديد من المؤلفات: منها “مسئله ختمِ نبوت علم وعقل كي روشنى ميـں” (قضية ختم النبوة في ضوء العلم والعقل)، و”ايمان وايمانيات” (الإيمان وما يتعلق به المعتقدات)، و”دينى نفسيات” (علم النفس الديني)، و”سُنِّى ذهن اور اس كى ضروريات” (طبيعة أهل السنة ومقتضياتها)، “اسلام اور نظريه امامت” (الإسلام وموقفه من الإمامة”)، و”اظهارِ حقيقت بجواب خلافت وملوكيت” (إظهار الحقيقة في الرد على “الخلافة والملك” للأستاذ أبي الأعلى المودودي) في ثلاثة أجزاء، “تصوير علم وعقل كي روشنى ميـں” (الصورة الشمسية في ضوء العلم والعقل)، و”آخري نبي”(النبي الخاتم)، كتاب له وجيز في الرد على القاديانية. و”اسلام كا سياسي نظام” (النظام السياسي للإسلام)، وقصة هذا الكتاب أن رابطة اتحاد المسلمين لعموم الهند أسست مجلساً متكوناً من خمسة علماء برئاسة السيد سليمان الندوي لصياغة الدستور الإسلامي الذي كان من المفترض أن يكون سائر المفعول في باكستان، فحالت أشغالهم دون ذلك، وكان الشيخ محمد إسحاق السنديلوي واحداً منهم، فعهد إليه السيد سليمان الندوي بهذه المهمة. فأعد هذا الكتاب. هذه كلها في الأردية.

وفاته:

وبعد وفاة الشيخ البنوري استقال من الجامعة الإسلامية واشتغل بمدينة العلوم التي أقامها المفتي طاهر المكي، حيث قام بواجباته كرئيس لها إلى أن وافته المنية في 28 من جمادى الأولى 1416ه/ 23 من أكتوبر 1995م، (أو جمادى الأخرى 1415م/نوفمبر 1995م). صلى عليه بالناس صهر الشيخ البنوري الشيخ محمد طاسين، ودفن في مقبرة ياسين آباد بكراتشي. رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الجنة.

×