كيف نرفع مكانةا لإنسان (2)

هذا هو الطريق للنجاح
26 يونيو, 2022
ماذا يعني قول الله سبحانه وتعالى “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ”
2 أغسطس, 2022

كيف نرفع مكانةا لإنسان (2)

سعيد الأعظمي الندوي

(تتصل بكلمة العددين 13-14، السنة:63، يناير 2022م)

كانت الطوائف الإنسانية قبل الإسلام خاضعة أمام شهوات النفس والبطن، وذلك ما يصدقه ذلك العصر الذي عاش فيه الإنسان تحت أهوائه وحسب تطلعاته في كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى من أرواح وأجساد في هذا العالم الذي يعيشون فيه منحرفين عن الجادة، وخاضعين أمام شهوات هذه الدنيا التي كانت متحررة في تصرفاتها وإنجازاتها، فكان الناس يتقاتلون فيما بينهم، خاضعين أمام شهوات رخيصة،كانت تعيش في المجتمع الإنساني، ولا يبالون بما إذا كانت مؤدية إلى حروب وقتال، يستمر بعض الأحيان إلى شهور وسنوات، ذاك أن الإنسان العائش في ذلك الحين لم يكن يعرف معنى الإنسانية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في المجتمع الإنساني، كما قد أشار إلى ذلك سبحانه، وقد صرح في كتابه العظيم “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ” [آل عمران:14].

إذا تأملنا في الأوضاع التي نعيشها اليوم، وإن كان الناس يدّعون بالتطورات الحضارية والعلمية في مجال العلوم والصناعات، ولكن الواقع الذي نشاهده بأم أعيننا في جميع أنواع الحياة الإنسانية من العلوم والحضارات، ينفى ذلك الظن الخاطئ الذي نشرته جماعات من الناس، وتؤكد أن هذا العصر الذي نعيش فيه اليوم إنما هو عصر التسابق العلمي والحضاري حتى التسابق السياسي الذي تتجلى مظاهره اليوم في الحضارات العالمية شرقًا كان أو غربًا.

ومن هنا تصدي كثير من الانتهازيين في عالمنا اليوم على محو الخصائص الإنسانية والتميزات البشرية من خلال الصناعات الثقيلة التي لا يكاد يحلم بها الدول الصغيرة التي تتوافر في أنحاء هذا العالم وفي غيرها من الدول والحكومات ذات الأهمية الحضارية الكبرى، وهي تنظر إلى الحضارة الإسلامية التي جاء بها رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم ولفت إليها أنظارنا وطلب منا أن نصوغ حياتنا في قوالب الحضارة الإسلامية العظيمة التي لا تتغير ولا تتبدل مهما كانت الظروف المادية تتطلب إلى ذلك في عالمنا اليوم، ولكنكم ترون أن هناك مصارعة شديدة بين الدول المادية؛ بل يقال بين الدول العالمية وإن كانت دولة الصين التي أعلنت أنها لا تساعدهم ولا تصادقهم، ومن هنا كان أساس التلوث الجوي العالمي قد انهار واستبق الناس إلى إثبات أن البناء الحضاري والأساس العلمي سيبقى كل ذلك على ما كان عليه قبل إعلان التلوثات الجوية، وهم ينظرون ويدرسون ذلك الإطار الإيماني والعلمي الذي يميز الإنسان المسلم والحضارة الإسلامية عن غيرهما من الحضارات المادية والشعوب العائشة في حرمان من تلك القوة الكاملة في كلمة الإسلام التي هي الأساس المتين والتركيز القوي للأمة الإسلامية.

نرجو أن تكون قائمة على ما خلقها الله سبحانه وتعالى من القيادة العالمية في جميع الشئون العلمية والحضارية والتعبدية والطرق التي إذ سار عليها الإنسان واختارها فسيدرك سعادة كاملة إن شاء الله تعالى، يقول الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” [الحجرات:13].

×