من أخلاق الإسلام

الأمانة
18 يونيو, 2022
من النور إلى الظلمات
18 يونيو, 2022

من أخلاق الإسلام

الدكتور محمد غلاب

الأخلاق الشخصية:

1-يحرص الوحي الإلهي في جميع الظروف والأحوال على أن يأمر المؤمنين باختيار أفضل الأعمال وأسماها، وبالتسابق والتنافس على تحقيق هذه المثل: “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا” [الملك:2]، “وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ” [البقرة:148].

2-ومما يأمر به الوحي المسلم في مقدمة أعماله البدء بتطهير النفس من أدرانها، التي أصابتها من الانحرافات العارضة بعد الميثاق الأول: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” [الشمس:9-10].

3-ومن الفضائل الجوهرية في الإسلام امتلاك النفس والسيطرة على الأهواء: “فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا” [النساء:135].

4-ومن هذه الفضائل كذلك فضيلة الصبر والثبات والجلاد: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا” [آل عمران:200].

5-فضيلة الاحتياط والتحقق من صحة ما يروى من الأنباء، أو ينقل من الأقاويل قبل الشروع في العمل، أو تنفيذ النتائج المترتبة على هذه الأقاويل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” [الحجرات:6].

6-فضيلة الشرف الممثلة في جميع المعاملات، وعلى الأخص تأدية الأمانات إلى أهلها، دون أدنى مساس بها: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ” [النساء:29].

7-فضيلة التوسط في كل شيء، والاعتدال في كل أمر، وعدم الإفراط والتفريط في أية ناحية من نواحي الحياة: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا” [الفرقان:67].

8-النهي عن رذيلة الرياء والتظاهر بالتقوى أو بالتصدق على الفقراء؛ لكسب التباهي بذلك الإنفاق أو بغيره من الفضائل: “وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ” [النساء:38].

9-التحذير من الغرور الذي هو من أشد الرذائل مقتًا عند الله؛ لأنه يقف من صاحبه موقف العقبة الكأداء في سبيل كل ارتقاء وتقرب من الله: “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا” [الإسراء:37].

الأخلاق الاجتماعية:

1-فضيلة التعاون على الخير ومساعدة الكل للكل على تحقيقه بقدر المستطاع، ومحاولة دفع الشر بأنواعه وبكل قوة، وعدم التعاون عليه باختلاف نواحيه: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” [المائدة:2]، “وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” [آل عمران:104].

2-فضيلة الإصلاح بين الناس والعمل على سيادة السلام والوئام: “لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” [النساء:114].

3-فضيلة الإحسان كثيرة التعدد والتنوع في الإسلام إلى درجة قل أن تظفر بها فضيلة أخرى، وسنختار من الأمر بهذه الفضيلة مثلين رائعين: أحدهما يتعلق بالنية، والآخر ينص على جودة الشيء المحسن به: “وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” [البقرة:272]، “لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ” [آل عمران:92].

4-رذائل السخرية والتنابز بالألقاب وسوء الظن والغيبة والتجسس: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ” [الحجرات:11-12].

5-رذيلة الخيانة، وقد نهى عنها الوحي؛ لآثارها السيئة في الإضرار بالغير، وتقويض المجتمع تحت ستار الغش والخداع: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا” [النساء:107].

×