الحج رمز للوحدة والتضامن

من النور إلى الظلمات
18 يونيو, 2022
إلى القرآن الكريم سورة نوح
2 أغسطس, 2022

الحج رمز للوحدة والتضامن

د/محمد وسيم الصديقي الندوي

الحج هو التجمع العالمي الوحيد الذي يمثل الوحدة الإسلامية والمساواة بين الناس تجمع لا مثيل له في التجمعات البشرية والملتقيات العالمية بمختلف أشكالها وأنواعها وأهدافها في تاريخ العالم البشري.

الحج هدفه الأول هو عبادة الله حقًا وأداء المناسك والشعائر التي تعبر عن تقوى الله تعالى، ولاشك أن عبادة الحج تنفرد بدروس عظيمة للأمة بأسرها قد لا توجد في طاعة أخرى، فالحج مدرسة عظيمة، وله مقاصد وأسرار كثيرة لمن تعرف عليها وتدبرها، والذي يتأمل في مناسك الحج وأعماله يستفيد منها معاني سامية وعبرًا عظيمة ويعلمنا أن الانتماء إلى الدين يُلغى القوميات والوطنيات والطوائف المذهبية واختلاف الألوان والأجناس والدول فالكل سواء.

إن حجاج بيت الله الحرام تختلف بلدانهم ولغاتهم وألوانهم وأوطانهم ولكن يجمعهم شيء واحد هو الإسلام فيجتمعون في الحج وتبلغ أعدادهم إلى ملايين من الأشخاص وينتقلون من مشعر إلى مشعر ملبين بتلبية “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك” ويرفعون أصواتهم بها في كل مكان عال أو منخفض، ولا تفارقهم هذه التلبية في أي مكان كانوا.

وينتظر العبد المؤمن موسم الحج الذي هو ربيع الحب والحنان، ملتقى المحبين والمخلصين، مشهد العشاق والهائمين ويقصد إلى مكان قام فيه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي قام بأروع دور في الحب والولاء والإخلاص والوفاء والإيثار والفداء، فبالحج يجدد المؤمن صلته بإمام الأمة الحنيفية ومؤسسها إبراهيم عليه السلام، الحج رمز للحب والهيام والشوق والفداء وذكرى لأعمال مناسك سيدنا إبراهيم عليه السلام التي قدمها أمام الله تعالى تقربًا إليه وإرضاء له.

الحج مظهر للوحدة والتضامن والتسامح وهذا الحشد العظيم لا نظير له في الديانات المختلفة مع كثرة العدد وتنوع الثقافات واللغات والأوطان.

تستفاد من الحج دروس كثيرة، منها: تحقيق وحدة المسلمين وقوتهم وتعليم الصبر على طاعة الله وتنظيم الوقت مع الالتزام بالموعد وتحقيق التآلف والتعارف بين المسلمين والعطف المتبادل وكذلك يعوّد المسلم على الدعاء، ويكفّر الذنوب ويوجب دخول الجنة “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها من الذنوب” و”الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة” كما جاء في الحديث الشريف وقد ورد في القرآن الكريم “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” [آل عمران:97] وقال “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ” [البقرة:197].

فيجب علينا أن نؤدي هذه المناسك والشعائر بالإخلاص والتقوى.

×