الدنيا في بلاء مستمرّ لا تخرج من بليّة إلا وتدخل أخرى

رمضان المبارك وكورونا
9 يونيو, 2020
معركة عين جالوت.. نصر وتمكين وإعلاء لراية الحق
9 يونيو, 2020

الدنيا في بلاء مستمرّ لا تخرج من بليّة إلا وتدخل أخرى

إن الظروف التي يجتازها العالم البشري كله اليوم،ربّما لم يمرّ بمثلها في تاريخه الإنساني الطويل، وهذه الأحوال العصيبة ما سمعناها وما رأيناها من قبلُ في حياتنا، لاشك أن الأمراض والمصائب كلها تنزل من الله تعالى وكلها بقدر الله عز وجل، لذلك درسنا في كتب التاريخ أن في بلاد الشام انتشر مرض وبائي معروف بـ “طاعون عمواس” في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 18 من الهجرة، مات فيها نحو ثلاثين ألف شخص،كان فيهم كبار الصحابة مثل أبي عبيدة بن ا لجراح ومعاذ بن جبل ويزيد ابن سفيان وسرجيل بن حسنة وأبو جندل بن سهيل وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ،ولكن هذه المصيبة نزلت في بلاد الشام فقط.

أما المصيبة التي وقعت الآن بشكل كورونا فيروس، هي أحاطت بالعالم كله، وانتشرت في أرجاء الدنيا بأسرها،لا ندري كورونا مرض أو عذاب من الله تعالى أو آية من آيات الساعة أو مؤامرة من المؤامرات أو فتنة من الفتن كقطع الليل المظلم كما ورد في الحديث النبوي الشريف “تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا (رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه)

أنتم سمعتم قبل ذلك فتنة داعش، وما أدراك ما داعش هل تعرفون داعش وأعمالها الإرهابية، لعلها يخطر ببال كل من رُزق ذوق البحث والتحقيق أن هذه المنظمة كيف أنشئت؟ ومتى برزت إلى حيّز الوجود حتى جعلت العالم يشعر باختناق شديد لأجل تمددها من أقصاه إلى أقصاه وكيف لا؟ وأصبحت منظمة داعش قوة عالمية بحيث أن القوى الكبرى تعجز عن مقاومتها.

إن هذه المنظمة عملية إسرائيل ومرتزقة لها وتعمل وراءها القوى العالمية نفسها، وأفعالها وأعمالها المتطرفة تشهد بأنها معارضة تماماً لتعاليم الإسلام وأصوله ولا علاقة لها بالإسلام أصلاً، ففي جانب نرى أن القوى العالمية تقذف القنابل عليها وتهجم عليها بالطائرات المقاتلة دون أن تبيدها وأعضاء هيئتها، وفي الوقت نفسه نشاهد أن دائرتها تتسع وشبكتها تمتد وخطرها يستفحل.

واقع أن داعش تريد أن تشوه صورة الإسلام والمسلمين وتحدث جواً مضاداً للإسلام بإجراءاتها القمعية، فهي توفر مبرّرات للقوى المعادية للإسلام أن تقوم بتوريط المسلمين الأبرياء وتوجه أصابع الاتهام إلى المسلمين بالإرهاب والتطرف “وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ” [المائدة:14]، “إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا” [الطارق:15-17].

والآن نواجه هذه الفتنة “فتنة كورونا فروس” التي تنسب إلى المسلمين بوسائل الإعلام كأنها حدثت بسبب المسلمين لا ندري متى تنتهي هذه الفتنة، ندعو الله تعالى أن يحفظنا منها و العالم كله من هذه الهاوية السحيقة ويخلّصه من هذه الفتنة التي أثارت البلبلة والقلق النفسي والفكري وأصبحت الدنيا كسجن ومحبس للجميع، اللهم احفظنا من كل بلاء الدنيا وعذاب الآخرة.

(الدكتور محمد وسيم الصديقي الندوي)

×