رمضان المبارك وكورونا

فرص الغفران في شهر رمضان الصلاة نهر الغفران
9 يونيو, 2020
الدنيا في بلاء مستمرّ لا تخرج من بليّة إلا وتدخل أخرى
9 يونيو, 2020

رمضان المبارك وكورونا

استقبلنا شهراً مباركاً، شهراً عظيماً، شهر الصيام والقيام، شهر المغفرة والرحمة، شهر التلاوة والعبادة، شهر البركات والخيرات، شهر الذكر والتسبيح، شهر المناجاة والابتهال، شهر الصبر والمؤاساة، وشهر التوبة والإنابة إلى الله عز وجل، لكن مما يؤسف له أن هذا الشهر قد أقبل كما يقبل كل سنة حاملاً للخيرات والبركات العظيمة في الدنيا والآخرة، لكنه يختلف كلياً عن جميع شهور رمضان السابقة في العالم كله الذي هو مصاب بوباء “فيروس كورونا” الذي أقام الدنيا وأقعدها حتى تخيم على العالم القلق والاضطراب وعم الخوف والدهشة واليأس من الحياة، وفعلاً قد مات مئات الألوف من سكان أمريكا والصين وإيطاليا من البلدان الأخرى.

والمسلمون في بيوتهم والمساجد ترتفع الآذان من مآذنها،ولا يصلي فيها إلا عدة أفراد،رغم أن المساجد كانت تضج بأصوات الآذان وكان لأصوات تلاوتهم دوي كدوي النحل كما كان في أحياء المسلمين وقراهم رونق وبهاء وحركة ونشاط وكانت مطاعمهم وأسواقهم مملوءة بمختلف الأطعمة ومتنوع الفواكه والثمار ولكن لا تلاحظ هذه الحركة هذه السنة للظروف المأساوية التي نعيشها،فكيف يصبر المسلمون على عدم التحنث والعبادة التي كانت تبدأ من أول يوم للشهر وتبلغ إلى القمة في ليالي العقد الثالث من الشهر وخاصة في الليالي الوتر منه فيلتمس الصائم فيها ليلة القدر خاصة في الليالي الوتر منه وليلة القدر خير من ألف شهر يقول الله عز وجل عنها “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” [القدر:1-5]. وكيف لا يقبلون على الله عز وجل ذكراً وتلاوة وشعوراً بأنه عبد الله وحده ليس غير؟.

وكل ذلك بوباء عام خطير في الدنيا كلها لم ينج منه شرق ولا غرب ولا جنوب ولا شمال بل يواجهه ويعانيه الآن نحو 205 بلد في العالم كله حتى دول القوى العظمى التي لها فخر لصنعة القنابل النووية والقنابل الهيدروجنية والدول والمماليك التي لها خبرة ومهارة في صنع الأسلحة الفتاكة المفزعة والمروعة للدنيا ترتعد أمام فيروس كرونا وفي الواقع هذا ليس مرضا بل إنما هو عذاب من الله عز وجل نتيجة للكفر والعصيان والفسق والفجور ولضعف صلتنا بالله عز وجل وعدم عملنا والتزامنا بشريعته الحقة وعدم اختيارنا سنة نبيه الكريم في حياتنا العملية.

بالأمس كانت مساجدنا تضج بأصوات الأذان وبيوتنا بتلاوة القرآن الكريم واليوم تأتي من بيوتنا أصوات التلفزيونات والأغاني والرقص والسرور والأفلام وهل نحن نعامل مع جيراننا حسن المعاملة ونؤدي حقوقهم ونتفقد أحوالهم؟ إذا كان جوابنا في النفي فلماذا نشكو؟

تعالوا نعهد من اليوم أن نرضى ربنا على كل حال ونهتم بالصلوات الخمسة بالمواظبة ونتوب إلى ربنا توبة نصوحاً ونكثر المناجاة والابتهال وننتهز فرصة رمضان المبارك السعيدة لذلك كله ونستفد منها غاية الاستفادة إن شاء الله تعالى.

(محمد قيصر حسين الندوي)

×