كيف تتعامل مع جارك؟

لا فلاح لأمة بعث فيها النبي إلا في اتباعه وإيثاره
5 مارس, 2020
جزاء العمل
5 مارس, 2020

كيف تتعامل مع جارك؟

“الجار قبل الدار”، هذا في الأمثال والأقوال الدارجة بين الناس، بمعنى أنه على قدر جارك يكون ثمن دارك، فكلما كان الجار صالحاً ومحبوباً بين جيرانه فإن قيمة العقار ترتفع لرغبة الناس في مجاورة الطيبين، وهو إعلاء لمنزلة الجار والتأكيد على قيمته وأهميته، أما في الإسلام فإن قيمة الجار عالية ومنزلته رفيعة، فقد جاء ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية، يقول الله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” [النساء:36].

ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره” (رواه البخاري).

هذه التوصية الإسلامية بالجار تفرض علينا حقوقاً وواجبات تجاه الجيران وتلزمنا باحترامهم وعدم إيذائهم وصيانة حرمتهم، لكن على الرغم من هذا الاهتمام الذي يبديه الدين الإسلامي بالجار، فإن البعض لا يعرف كيف يتعامل مع جيرانه، بل يسيء إليهم ويعتدي على حقوقهم، سواء بقصد أو غير قصد، لذلك من الواجب معرفة كيف نتعامل مع الجيران وفق ما يلزمنا به الدين الإسلامي والعادات والتقاليد والأخلاق، والتي تضع جميعها أولويات وأبجديات التعامل، والتي تنطلق أولاً من صيانة حرمة الجار والحفاظ على حقوقه، خصوصاً أن هناك من الجيران من له ثلاثة حقوق؛ وهو الجار المسلم القريب، إذ له حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار، وجار له حقان وهو الجار المسلم؛ إذ له حق الإسلام وحق الجوار، وجار له حق واحد وهو الكافر؛ إذ له حق الجوار فقط.

وفي مقابل الاهتمام بجميع الجيران، يجب الحرص على الجار القريب من الدار، باعتبار أنه أولى الجيران بالاهتمام والرعاية، فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: “إلى أقربهما منك بابا” (رواه البخاري).

ويعتبر كف الأذى عن الجيران من أهم الواجبات فعلى الأقل كف الأذى عنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل،: يا رسول الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: “هي في النار” قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: “هي في الجنة” (أخرجه أحمد).

كذلك يجب الحذر من الاعتداء على الجار أو خيانته والغدر به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن”، قيل: وما ذاك يا رسول اله؟ قال: “الجار لا يأمن جاره بوائقه، قالوا: يا رسول الله! وما يواثقه؟ قال: “شره” (مسند أحمد).

احرص على إكرام جيرانك، فحق الجوار عظيم لا يجب التفريط فيه، خصوصاً أنه مربوط بالإيمان بالله تعالى، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه” (متفق عليه).

عايد الجاسم

(مع الشكر لمجلة الوعي الإسلامي)

×