وفاة الدكتور السيد إقبال أحمد الندوي

وفاة العالم الصالح فضل ربي الندوي
9 يناير, 2021
وفاة الشيخ نذر الحفيظ الندوي رحمه الله تعالى
8 يونيو, 2021

وفاة الدكتور السيد إقبال أحمد الندوي

توفي بالأمس (يوم الثلاثاء ثامن شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة وألف) شيخنا المجيز الدكتور السيد إقبال أحمد الندوي اللكنوي، ثاويا جدثا في أرضه منزويا عن الخلق أجمعين، ويا لهف نفوسنا! نتفجع كل ليلة على أقوام لهم حلل من الأفعال حسناء، ولهم مكرمات وأياد بيضاء، يخلفهم أناس لا يسدون ما سدوا ولا يبلغون في العلا ما بلغوا.

ولد سنة 1927م، وتخرج من دار العلوم لندوة العلماء سنة 1950م، وحفظ القرآن الكريم بها مع دروسه النظامية بها، وكان زميلا لشيخنا العلامة الفقيه محمد ظهور مفتي دار العلوم رحمه الله تعالى.

ومن شيوخه بها شيخنا الإمام أبو الحسن علي الندوي، والعالم المفسر الكبير محمد أويس النجرامي الندوي، والشيخ المحدث الشاه حليم عطا السلوني، سمع عليه صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من كتب الحديث، ويحتاج إلى التحقق من القدر المسموع له، والشاه حليم عطا يروي عن العلامة المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليماني، وهو من أعلى الأسانيد.

وسعد خلال إقامته بدار العلوم برؤية العلامة السيد سليمان الندوي، والعلامة المحدث حيدر حسن خان الطونكي، وأبي الكلام آزاد، وأبي الأعلى المودودي وغيرهم رحمهم الله تعالى.

وحصل على شهادة الماجستير سنة 1957م، والدكتوراه سنة 1964م من جامعة لكنؤ، وفاز بوسام ذهبي تقديرًا لتفوقه.

ودرس في دار العلوم لندوة العلماء، ثم عين محاضر في جامعة لكنؤ سنة 1967م، وبقي بها إلى أن استقال سنة 1993م.

ومن تلاميذه في دار العلوم شيوخنا ناصر علي الندوي رحمه الله، والشيخ نذر الحفيظ الندوي، والشيخ شمس الحق الندوي حفظهما الله تعالى.

لقيته مرارًا في منزله، وفي دار العلوم لندوة العلماء وجامعة لكنؤ، وكان نجله السيد جاويد إقبال الندوي من أعز عشرائي في دار العلوم، واستدعاني إلى بيته غير مرة، وقد طرح عنا رداء التكلف، نتجاذب أطراف الحديث، ونقابل بالمعروف معروفا، وفي عيوننا تراجم تدل على تعطف وتحنان، وما أسعد تلك الأيام التي جمع الدهر فيها بيننا، ثم تلتها أيام شطت المسافة فيها بين الصديقين مشرقا ومغربا، وحرمة التلاقي بيننا قائمة، ووصائل المودة التي تستغني عن التجاور والتزاور دائمة، حتى انتقل إلى رحمة الله قبل سنين، ونعم القرين كان! ولو حسدت الفضل في أهله لحسدت خلاني وأصفيائي.

وقد استجيز لي منه غير مرة، وقام سبطه الشيخ حذيفة الندوي بتنسيق مجلس سماع له عبر الزوم قبل بضعة أشهر، فسمعنا عليه الأوائل السنبلية بقراءة الشيخ محمد زياد التكلة وغيره، حضره بناتي وأولادهن وحشد كبير من العلماء والطلاب من أنحاء العالم وأجازهم وأولادهم على طلب مني إجازة عامة.

وكان شيخا صالحا نبيلا رفيقا لينا مهذبا متحليا بالأخلاق الفاضلة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.

الدكتور محمد أكرم الندوي، أوكسفورد

×